vendredi 20 juin 2008

نموذج من الغزل في الشعر الملحون التونسي : قصيد عشر سنين- للبشير عبد العظيم


هذا القصيد يصح أن يكون احد المعلقات الغزلية في شعر الملحون لما فيه من كثافة الوصف وما فيه من وقوف على الأطلال يمتزج بأخلاقيات الإنسان البدوي الذي تعلق بحبيبته وأحبها حبا عذريا منعه من الارتباط بها كتبه الشاعر سنة 1975 في بدايات رحلته الشعرية وهو يستذكره دائما بشيء من الألم والحزن لا يقل عن مشاعر قيس تجاه ليلاه كما يضمن الشاعر نفسه ذلك كما تقرؤون .
عشر سنين طوال في الضيم نكالي *** وعلى حبك مازال راسم موالي
عشر سنين تعدوا كيف نحسبوا السني ***وقلبي بيكم حاير مهموم ما صبر
وبعدن يا محبوبة تاريخنا انتهي ***هذه قصة حبي بالبيت والسطر
ونكتب يا محبوبة ونقول ما جري ***وندون ما ساير باليوم والشهر
بعد ان فاتت مدة والخير مالفي ***وكلمة راني نحبك ما عاد تنذكر
ولا دامت سهراتك بالصقع والندي ***بين غيب مهلهل والدار والشجر
وكيف يباتوا العيلة في الخير والهني ***لتلفي حفيانه مهدودة الشعر
وتقوليلي غيرك ها القلب ما هوي ***وتقولي انت جناحي ونموت لانكسر
لكن مافكرنا في الخبث والزني ***برغم اللي لا رينا لاخوف لاخطر
وكنا راسي راسك في الليل لاهدي***وكان الشاهد ربي مولاي والقمر
نهارن فيه تغيبي ما يجيش بالقدي *** يجي نهار مظلم بالريح والمطر
اليوم بقولي ذكرى وفي خاطري عزي ***وكي نذكرهم نبكي والدمع ينهمر
اه اه تسببلي في الضيم والبلي ***ومنها نبدا نقطع في الخد والشعر
من فراقك يا ريدي مجنونكم حكي ***وحلم بيني وبينك يا غالية اندثر
لكن ما ضنيتش ما فيكش الرجي***وحان الوقت كشفتك نلقاك في الصفر
واما حبك قاعد في البال ما انتهي ***وبحر غرامك قاوي ما يشابها بحر
وفي وصفك يا ريدي محبوبكم بدي ***نوصف قدك سرول كيف طل من الشجر
وجبينك براقة في حدادة السمي ***عليها القصة دارت قصانها سطر
رمانات خدودك راويات بالندي ***عليهم دمع عيونك من فرقتي انحدر
النيف مسلس ريته في حدادته انحني ***زيد نهار الدعكة اللي واثقة نزر
الوجه عريض مدور والمضحك استوي ***وشفايف من راهم في حالته اختمر
الرقبة ريم الجالي في مرتعه فلي ***وتغطت بالسالف مهدود عالصدر
وزنودك يا ريدي مجنونهم حكي ***وقت ضموا نهودك بالروب وانحدر
الصدر عريض مقوس على الجوف وانكفي ***دكانه لا بادت لا بنيها دمر

وبزازل دوبانش بازغات من الدفي ***تفاحة في البدري عربونها ظهر
الجوف مطبق ريته مقنوط وانخوي ***عابر سمح اوصافه ملزوز في السفر
وحزامك يا ريدي مرخوف والتوي ***بيه خطفت عقلي لا كن لاصبر
وفخاذك غطاهم الحرام بالقدي ***محبوبك ما فيهم يا عاشقة خزر
والخطوة قمرية ما طايقة حفي ***والا شبحه الظالم ناويلها الخطر
احييه جروحي نقظت ما شابحه شفي ***وزعمه وين دواها يا كاتمة الخبر
حسيته متبلغم ها القلب وانكوي ***واضربتيلة بيدك يا مباركة الوتر
ضنيته يبدلكم بالغير ما بغي ***وفي رداكم سارح يا مباركة انحشر
ونطلب ربي العالي ياتيه بالشفي ***ويبرا منكم عاجل ما يشوفش الكدر
ونحسب كل الماضي لا صار لا بدي ***و لانظمت قصائد لاشعرها ظهر
ونحسب لاخطينا لازرعنا وتي ***ولا عرجوني قابل لاجابشي بزر
وهكة راد العالي تاريخنا انتهي***ومرت بينا الرحلة في لمحة البصر
يزي ما رينا *****تعبنا من التخمام ياسر فدينا
وطوالت الايام لامالاقينا ***ولطمتنا الاوهام في الموج العالي
وعشر سنين طوال في الضيم نكالي ***وعلى حبك مازال راسم موالي
--------
نكالي :أي اعاني
مالفي :أي اتى
غيب مهلهل :غابات من النخيل حول قرية صغيرة تسمى الحسي قبلة دوز بنحو 5 كلم وهي القرية التي ترعرع فيها الشاعر وعاش طفولته وعرف حبيبته مباركة.
لتلفي :أي تأتي
الرجي :أي الامل والرجاء
براقة :البرق الشديد الذي ينذر بقدوم العاصفة
مقنوط :أي خاوي وضامر
متبلغم :أي في حالة كدر وحزن شديد
وتي :أي استوى ونضج
-------
للاستماع للقصيد