lundi 30 juin 2008

الفنان عادل بوعلاق ...في دوز


كم كانت سعادتي -وانا احضر ملتقى الشعر والرسم والترجمة الذي انعقد باحد النزل بمدينة دوز يوم 19/06/2008 بتنظيم المركز الوطني للترجمة و بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث - أن ألتقي بفنان صديق لم أره منذ أيام الجامعة واعني الفنان عادل بوعلاق تعانقنا طويلا في بهو النزل ... عرفته في مدرج الفلسفة كنا نعد احلامنا خطبا ...اثثنا معا اول نشرية للاتحاد العام لطلبة تونس وسميناها " أجراس " ( كنت قد كتبت عنها انظر هنا ) ...لكن احلامه كانت اكبر واجمل من احلامي ...كان موهوبا بالفن وعزف العود ... اسس مع رضا الشمك اول مجموعة للفن الملتزم من طلبة الجامعة سماها " مجموعة الجسر ثم عاش تجربة بعد ذلك مع " الحمائم البيض " وعاد ليبعث مجموعته " أجراس " التي سماها كما قال لي تواصلا مع ذلك الحلم تتألف من مجموعة من الشباب المؤمن بالاغنية البديلة ...اطربني بعزفه واتقانه ...لم استطع ان احبس دمعة حرا وانا استمع اليه ؟؟؟



-----

vendredi 20 juin 2008

نموذج من الغزل في الشعر الملحون التونسي : قصيد عشر سنين- للبشير عبد العظيم


هذا القصيد يصح أن يكون احد المعلقات الغزلية في شعر الملحون لما فيه من كثافة الوصف وما فيه من وقوف على الأطلال يمتزج بأخلاقيات الإنسان البدوي الذي تعلق بحبيبته وأحبها حبا عذريا منعه من الارتباط بها كتبه الشاعر سنة 1975 في بدايات رحلته الشعرية وهو يستذكره دائما بشيء من الألم والحزن لا يقل عن مشاعر قيس تجاه ليلاه كما يضمن الشاعر نفسه ذلك كما تقرؤون .
عشر سنين طوال في الضيم نكالي *** وعلى حبك مازال راسم موالي
عشر سنين تعدوا كيف نحسبوا السني ***وقلبي بيكم حاير مهموم ما صبر
وبعدن يا محبوبة تاريخنا انتهي ***هذه قصة حبي بالبيت والسطر
ونكتب يا محبوبة ونقول ما جري ***وندون ما ساير باليوم والشهر
بعد ان فاتت مدة والخير مالفي ***وكلمة راني نحبك ما عاد تنذكر
ولا دامت سهراتك بالصقع والندي ***بين غيب مهلهل والدار والشجر
وكيف يباتوا العيلة في الخير والهني ***لتلفي حفيانه مهدودة الشعر
وتقوليلي غيرك ها القلب ما هوي ***وتقولي انت جناحي ونموت لانكسر
لكن مافكرنا في الخبث والزني ***برغم اللي لا رينا لاخوف لاخطر
وكنا راسي راسك في الليل لاهدي***وكان الشاهد ربي مولاي والقمر
نهارن فيه تغيبي ما يجيش بالقدي *** يجي نهار مظلم بالريح والمطر
اليوم بقولي ذكرى وفي خاطري عزي ***وكي نذكرهم نبكي والدمع ينهمر
اه اه تسببلي في الضيم والبلي ***ومنها نبدا نقطع في الخد والشعر
من فراقك يا ريدي مجنونكم حكي ***وحلم بيني وبينك يا غالية اندثر
لكن ما ضنيتش ما فيكش الرجي***وحان الوقت كشفتك نلقاك في الصفر
واما حبك قاعد في البال ما انتهي ***وبحر غرامك قاوي ما يشابها بحر
وفي وصفك يا ريدي محبوبكم بدي ***نوصف قدك سرول كيف طل من الشجر
وجبينك براقة في حدادة السمي ***عليها القصة دارت قصانها سطر
رمانات خدودك راويات بالندي ***عليهم دمع عيونك من فرقتي انحدر
النيف مسلس ريته في حدادته انحني ***زيد نهار الدعكة اللي واثقة نزر
الوجه عريض مدور والمضحك استوي ***وشفايف من راهم في حالته اختمر
الرقبة ريم الجالي في مرتعه فلي ***وتغطت بالسالف مهدود عالصدر
وزنودك يا ريدي مجنونهم حكي ***وقت ضموا نهودك بالروب وانحدر
الصدر عريض مقوس على الجوف وانكفي ***دكانه لا بادت لا بنيها دمر

وبزازل دوبانش بازغات من الدفي ***تفاحة في البدري عربونها ظهر
الجوف مطبق ريته مقنوط وانخوي ***عابر سمح اوصافه ملزوز في السفر
وحزامك يا ريدي مرخوف والتوي ***بيه خطفت عقلي لا كن لاصبر
وفخاذك غطاهم الحرام بالقدي ***محبوبك ما فيهم يا عاشقة خزر
والخطوة قمرية ما طايقة حفي ***والا شبحه الظالم ناويلها الخطر
احييه جروحي نقظت ما شابحه شفي ***وزعمه وين دواها يا كاتمة الخبر
حسيته متبلغم ها القلب وانكوي ***واضربتيلة بيدك يا مباركة الوتر
ضنيته يبدلكم بالغير ما بغي ***وفي رداكم سارح يا مباركة انحشر
ونطلب ربي العالي ياتيه بالشفي ***ويبرا منكم عاجل ما يشوفش الكدر
ونحسب كل الماضي لا صار لا بدي ***و لانظمت قصائد لاشعرها ظهر
ونحسب لاخطينا لازرعنا وتي ***ولا عرجوني قابل لاجابشي بزر
وهكة راد العالي تاريخنا انتهي***ومرت بينا الرحلة في لمحة البصر
يزي ما رينا *****تعبنا من التخمام ياسر فدينا
وطوالت الايام لامالاقينا ***ولطمتنا الاوهام في الموج العالي
وعشر سنين طوال في الضيم نكالي ***وعلى حبك مازال راسم موالي
--------
نكالي :أي اعاني
مالفي :أي اتى
غيب مهلهل :غابات من النخيل حول قرية صغيرة تسمى الحسي قبلة دوز بنحو 5 كلم وهي القرية التي ترعرع فيها الشاعر وعاش طفولته وعرف حبيبته مباركة.
لتلفي :أي تأتي
الرجي :أي الامل والرجاء
براقة :البرق الشديد الذي ينذر بقدوم العاصفة
مقنوط :أي خاوي وضامر
متبلغم :أي في حالة كدر وحزن شديد
وتي :أي استوى ونضج
-------
للاستماع للقصيد

jeudi 19 juin 2008

القسم الثاني :نموذج من الشعر الملحون التونسي - الغزل -او( الاخضر)؟

القسم الثاني :نموذج من الشعر الملحون التونسي - الغزل -او( الاخضر)؟

يعتبر شعر الغزل الذي يختص به الشاعر في مدح الحبيب من اهم الاغراض في الشعر الشعبي وهو ما كتب فيه اغلب الشعراء على عكس اغراض اخرى .غير انهم يتميزون فيه كل بطريفته في دقة وصف مشاعره للحبيب او وصف ملابسها او اجزاء من جسدها او تمثيلها بالطبيعة فالوجه عادة يشبه بالقمر والرقبه او الجيد عادة يوصف برقبة الغزال والعيون السود بعيون الغزال او المهى او بالسهم او البندقية و الشعر بالغسق او القصيل ( الحشيش الطويل في الغابة ) والانف بمنقار الطائر الجارح كما نرى ذلك في بعض الامثلة :
نذكرمنها
*- في وصف الوجه وما يتعلق به من عناصر جسمية مكملة قد توصف منفردة او ضمن وصف الوجه ككل مثل العيون والخدود والحاجبين والفم والاسنان وما يغطيه من شعر
نجد مثلا الشاعر الصادق دراويل يصف حبيبته ببلاغة فائقة حين يقول :
ضوي خد من هز النسيم قناعة ***استغفرت نحساب القمر في القاعة
فهو يشبه وجه حبيبته بالقمر الذي اعتقد حين رآها ان معجزة ربانية حصلت اوقعت القمر على الارض .
اما احمد البرغوثي فيقول
جت خارجة لغطو عليها ولي *** ضوي خدها ناض الامام يصلي
اي يتعمد المبالغة في وصف وجه حبيبته بضوء الشمس التي بظهور اول خيوطها يؤذن للصلاة وووجه الحبيبة الذي اشع على الحي بمجرد ان همت بالظهور اوقع الامام في خطأ فظنه الفجر اذ كبر للصلاة .
وهنا نلاحظ ان الوصف احيانا يتكثف لتبليغ المعنى لدرجة التماس مع المحظور الديني وهو تماس العذاب والعذوبة في هذا الجناس اللفظي الذي رايناه عند ابي نواس حين يقول واصفا الخمرة : كسر الجرة مني وسقى الارض شرابا
قلت والاسلام ديني ليتني كنت ترابا
وفي سياق اخر وفي نفس الموضوع دائما نجد البرغوثي ايضا يصف عيني حبيبته بقصيدته الشهيرة
غروضات ريت الغرض بين هذبهم ***رعوبات رعبوا خاطري يرعبهم
غروضات في شبوا ***نعيسات دوبا يغازلوا ويغبوا
شواويطهم فوق الخدود يهبوا ***جناويح خطيفة الهواء شقلبهم
منين شيعوا وجهين فيا كبوا *** كراطيش بستة رقيق جعبهم
ويقول ايضا البرغوثي
عيون سود خليقة ***اذا شيعوا في العبد ييبس ريقه
والخد بوقرعون تل افريقا ***فتح بان في الوديان ومجالبهم
***
الانياب تبروري مطر تحزيهم ***دوب ان تصفر بالسواك لغبهم
نطلب المولى خالقي يحميهم ***من النفس حتى بيوتهم وعربهم

اما الشاعر البشير عبد العظيم فيذهب مذهب البرغوثي في قياس جمال الحبيبة الى جمال الطبيعة اذ يقول في وصف حبيبته مباركة :
وجبينك براقة في حدادة السمي ***عليها القصة دارت قصانها سطر
رمانات خدودك راويات بالندي ***عليهم دمع عيونك من فرقتي انحدر
الوجه عريض مدور والمضحك استوي ***وشفايف من راهم في حالته اختمر
الرقبة ريم الجالي في مرتعه فلي ***وتغطت بالسالف مهدود عالصدر

ويقول ايضا في قصيد اخر دائما في وصف الوجه

اما عينها يا مباركة عناق ريم دوبلاش برمت عينها
واما الهذب يا مباركة جناحين طيرة خفقت من حينها
وخدودها يا مباركة وردة زهت في الصبح في بساتينها
وباقي القي يا مباركة غطت عليه لثام حجبت زينها
وله ايضا
لنياب فضة خلقهم بضرافة ***ومضحك مسطر يعجبك رصفانه
الشفة زهت واحمارت***ورود زاهية فصل الربيع تمارت

نلاحظ في هذا التوصيف تعمد الشاعر احيانا الاطراء في الوصف والتدقيق حتى دخول منطقة المحظور الاخلاقي والاجتماعي كوصف مناطق الاثارة الجنسية لدى الحبيبة لاظهار جمالها الخارجي والداخليالى درجة التقاطع مع المحظور الديني كما راينا واحيانا يقف عند اعتاب الظاهر الخارجي المسموح به تعففا للحبيبة .وهنا تكمن روعة وابداع الشاعر الذي يستطيع ان يطرب لجمال العواطف دون اقحامها في المحظور الذي قد يحول اذن السامع الى ما لايريد .
وهو المعنى نفسه الذي تغنى به الشاعر الشعبي الليبي محمد بن زعيمة حين يقول :
يبان هذب على البعد هماد ***وعيون تسواد
سواد اليالي ظلامه
وخده كما برق وقاد ***في مزن يكباد
من البعد ترعب غيامه
وصف الشعر : الذي يشبه بالليل لسواده اوبالفرس المنسدل شعرها او سبيبها او بسبول الشعير البدري او بعراجين التمر او بامواج البحر حيث نجد للبرغوثي هذا الوصف :
العجبة ريت غثيثها طاح ردافات ***مصلوب عراجين
وقصة ربيدة راقدة بين ضليمين
اي العرجون المنسدل من النخلة المتضللة باشجار لاترى الشمس
اما البشير عبد العظيم فيقول في وصف جميل جدا لشعر حبيبته مباركة
وغثيث حدر كائد الضفارة ***بان مستوي محدر مع مسلانه
موج بحر يتعامل مع البحارة ***ليا ماج دار رموز في موجانه
ليا ماج فوق كتافه ***تحرك هفاه الريح دار احفافه
من نسمته مول المرض يتعافى ***ويعيش في عالم جديد زمانه
***
وله ايضا هذا الوصف
وغثيثها يا مباركة قصيل مال في قرعة تروى طينها
اي سبول الشعير في مكان راو بالماء
***
وله وصف اعتقد انه اجمل وادق توصيف يصفه شاعر لشعر المراة
فقد مول الغثيث المندر ***على الصدر حدر
قصيل التقاوات مولاه بدر ***حكم خالقي على الحبايب وقدر
اي شعرها المفتوح اشبه بسبول القمح الذي يرعاه صاحبه الفلاح في الظل ويعمل على اروائه في الصبح الباكر اذ يكون ساعتها طريا متموجا مع نسوم الصباح الاولى .

***
في وصف باقي الجسد : اي الصدر والردفين والفخذين ... التي عادة ما يستعمل في وصفها الناقة الطويلة البيضاء السريعة العدو المعروفة بالتارقي عند سكان الصحراء او باعمدة المسجد او البناء العالي والمتين...الخ
يقول البرغوثي
محزم واتى جوفها خاوي يضمار ***وافخاذ دكاكين
وعضلها واقدامها فجل بساتين
***
وله ايضا
والجوف خاوي والحزام تراخى ***انحدروا مجاديله على مضربهم
الجوف خاوي طاوي ***كما تارقي بين الشواوي ناوي
الافخاذ مرمر بنيهم متساوي ***عرصات جامع والسطا لولبهم
عرضها النسوم ولبسها عرضاوي ***خلى عضلها مهتكات حجبهم
عرضها النسوم صفنها***زاد هزها ريح الهوى شخننها
تعروا عضلها وصدرها وبدنها*** براريق حجري شيروا في سحبهم
***
ويقول البشير عبد العظيم في هذا الشان ايضا

وزنودك يا ريدي مجنونهم حكي ***وقت ضموا نهودك بالروب وانحدر
الصدر عريض مجوف على الجوف وانكفي ***دكانه لا بادت لا بنيها دمر
وبزازل دوبانش بازغات من الدفي ***تفاحة في البدري عربونها ظهر
الجوف مطبق ريته مقنوط وانخوي ***عابر سمح اوصافه ملزوز في السفر
وهنا يقصد المهري التارقي الذي يجبر على العدو عند السفر
***
اذا لاحظنا في هذا الغرض عند توصيف المراة الحبيبة ومدح جمالها عادة ما يميل الشاعر الى تمثيلها بالطبيعة وهذا القياس المجازي موجود عند الشعراء منذ القديم
.

samedi 14 juin 2008

من روائع الملحون المغربي : لله يا الشمعه للشيخ حسين التولالي

من روائع الملحون المغربي : لله يا الشمعه للشيخ حسين التولالي
غنتها له مجموعة جيل جيلالة اوائل السبعينات
يحاور فيها شمعة بدت له باكية تذرف الموع وتقاسمه وحدته
يقول لها

لله يا الشمعة سلتك ردي لي سآلي
ش بيك فالليالي تبكي مدى انت اشعيلا
علاش يا الشمعة تبكي ما طالت الليالي
ش بيك ياللي تتهيء لبكى فكل ليلة
علاش كتباتي طول الديجان كتلالي
وش بيك ياللي وليتي من ذ البكا عليلا
علاش كتساهر داجك ما سهرو نجالي
ش بيك يا لي ما رينا لك فلبكى امثيلا

علاش باكيا مدالك للباكي والسالي
وش بيك يا للي تنصرفي بدرارك لهطيلا
وعلاش باكيا روعتي ناس لهوى امثالي
وشبيك ياللي ظاهر حالك حالة لى وحيلا
/////
علاش باكيا وانت فمراتب المعالي
وش بيك ياللي فيك اوصاف العاشقين صيلة
////
اذا نشوف لصفرارك يصفارلو خيالي
واذا نشوف دبلتك زادت لخاطري دبيلة
سلتك لله عيد لي اش جرالك
وعلاش باكيا مدا لك
وش كان قصتك وش انهو داك
اش نهو داك باش رق خيالك
وكمن قامتك جنحالك
وتبات باكيا لحبابك وعداك
لي دون خفا احكي بما فدخالك
وحكي قصيتك نصغى لك
وانا قصيتي بها نتعداك
******
لو جيت يا الشمعة نحكي لك كل ما جرى لي
تنسى غرايبك وتسمعي لغرايبتي طويلة
اذا باكيا من نارك نيران في ادخالي
عدات كل نار فداتي وجوارحي عليلة
واذا باكيا باسقامك شوفي اسقام حالي
من قيس وارثو بعد فناه اسقام حب ليلى
واذا باكيا بفراقك مفروق عن اوصالي
وعل الفراق صابر وش صبرني عل لعقيلة
وانت منين جاك تحكي لي لولي وتالي
ما فارقة خليل بحالي ما فارقة خليلة
//////
تقول باكيا عند خيام السمر والليالي
ولا على بطاح وما دار فمقام ليلى
ولا على فراق الي عشق حيها بحالي
عربان آمنوابالمختار شحال من قبيلا
//////
سلتك لله عيد لي ما اصابك
واش كان سبتك فمصابك
لي احكي خطابك وانا نصغاك
الغريم فاللغا يسطابك
يستغرب من لا تحدثو بخطابك
ويجول في حديثك وجواب لغاك
لو كنت ذات شاكية بعذابك
يعماو يرباوا بالدموع اهذابك
لو كان لي كفاك تصرخي بلغاك
/////
بلسان حالها قالت إلى ما اخفاك حالي
يكفاك يا السايل عن حالتي وحيلا
/////
في صولة العمالة كنت وكانوا لي فضالي
قبايل لجناح لا تحكي كيفها قبيلة
يشيدو بروجك من لعمالة كل برج بالي
ويعمروا بروج من مواهب ربنا جزيلة
فيهوم كيحجبو كيف الملوك فالليالي
وايام الربيع يخرجوا للبطايح الحفيلة
طلاب جاو ليا هزمو بالحامية ابطالي
تركو عمالتي بعد العز فحالها ذليلا
وليت للعصارة شهدي صفاوه من امصالي
صابوه قوت ودوا للذات الفانية لعليلة
ومن امصالي صفاو شماعي يا للي صغا لي
وحكايتي للقدام القصة باقيا طويلة
******
اسايل ليا ني يتدبروا لمسالك
تركوا حشاي في هالك
لو كان من الهند قوامي يهلاك
داروني فتخوت زي ما يبدا لك
تبغي فقلبها عذالك
يتختوا حتى اسمتواو بلاك
وخرت من لتخوتها لمهالك
لقساوة الشموس كذلك
باش يقصروا بهواجر وفلاك
وعلفتيل لفو توراقي يا لي صغا لي
بلا هوادة شعلوا فمواسطي فتيلا
/////
ومتون من اطرافي تنشيها بلا عوالي
ونلوحها على الحسكة قطرة صافية صقيلا
/////
نتفكر لعمالة وتزيد فراقها نكالي
نتفكر القصرة ونعود قلايدي هليلا
نتفكر العصارة وهجير الشاردة قبالي
ونقول وادب بكاي على ما صار لي اقبيلا
يحق لي بكاي على الغربة ما وجدت والي
فيا مسلمين حبابي وسلامتي قليلة
شحال من هلاك جرى لي كيف ما نبالي
يا شوم ليعتي وبلايا وصادفت كل حيلة
شحال من هلاك لي اما الشعيل تالي
هذا العشور فالواقع بيا غاية القتيلا
////
سال اهل الحضرة اذا فرقت ابطالك
وقبايل الجناح رجالك
راك مع ارجالن يزهاو معاك
بفنهوم يدركو ما يزها لك
وعلى السرور نادى فالك
وديار كيراعيوا كما يرعاك
بيك يسهر فكل داج الحالك
واذا ينصرف مشعالك
تدعي بالفراق ويقبال دعاك
/////
و علاش يا الشمعة تبكي و انت بشان عالي
وجدوك يا الشمعة فمجالس رايقة حفيلا
وتبات يا الشمعة ترثي فضريح كل والي
و شحال من مقام يشعلوك اهلو وسيلة
وتبات يا الشمعة بين اهل الشرح ولمثالي
وعليك تنشرح كتوب البازغة الجليلة
وتبات يا الشمعة بين اهل المال والموالي
وعليك كيصرفو الاموال الطايقة الثقيلة
وتبات يا الشمعة بين العشاق ولغوالي
وعليك تا يشاهد الخليل محاسن لخليلة
وتبات يا الشمعة فمساجد ربنا العالي
وعليك كيخرجو السلكات فليلة الفضيلة
نبغيك يا الشمعة تبكي في حرة الليالي
وانا على ذنوبي نبكي فمقام دار ليلى
///////
ذكرني يا حبر اللغا بشعارك
لي يخبروا بخبارك
يدريو من يكون سواي وسواك
ناري نحكيها لكم لعشور فنارك
وسرارها تجي لسرارك
قصة من قصايص عشقك وهواك
فاش يجيوا يقلبو دينارك
من خالص الذهب عيارك
يخفى على الذي ما داواه دواك
شحال قلت لها من قوم يطالبو جدالي
وشحال من جحود من جدالي باقيا جديلا
شحال من عقود عليهم تذكار من لآلي
مشهودة عليهم بمعاني رايقة نبيلة
واذا نتبع عداي بعد الهروب من قوالي
نيشاني يلحقهم وصوارمي ثقيلة
غابوا اهل الهوى واضحى سوقي منهم خالي
ولاو بيه يدعيوا من لا لهم بيه صيلا
الصمت خير لي من قومان سكاتها اولى لي
من لا بفايدة فادوني المعارف الرديلا
لو كان قاصهوم هواي يستحسنوا قوالي
تسلم قلوبهم بالسنة والفرض والنفيلا
وسلام ربنا للودبة ما فاحت لغوالي
بالورد والزهر ونسري ونسايمو وسيلة
واسمي نبينو ما يخفى موضوح في ازجالي
محمد الشريف بن علي ولد الرزين صيلا

vendredi 13 juin 2008

الشعر الشعبي " الملحون" في المغرب العربي الجزء 3 : تعريفه ,أغراضه , أنواعه .


الجزء 3

من أغراض الشعر الشعبي الملحون : فن المديح أو شعر المدح

إن فن المديح قد اكتسح ثلثي المساحة في خريطة الشعر العربي عبر عصوره المتلاحقة. بل هو فن قديم حظي من أرسطو بمقولات استمدت قوتها من نظريته في المحاكاة، حيث ذكر (أن الشعر انقسم وفقا لطباع الشعراءـ فذووا النفوس النبيلة حاكوا الفعال النبيلة وأعمال الفضلاء. وذووا النفوس الخسيسة حاكوا الفعال الأدنياء، فأنشأوا الأهاجي، بينما أنشأ الآخرون الأناشيد والمدائح
يمكن تقسيم شعر المديح الى النبويات ( في مدح النبي ) والغزليات ( في مدح الحبيبة ) والبعض منه وهو ليس من النوع الشائع في مدح السلطان وهو ما يمكن ان نسميه على سبيل المجاز السلطانيات .

الجزء الاول : النبويات
في الحقيقة إن المدائح النبوية استقلت بذاتها كفن خارج عن الأغراض التي حصرتها مصادر النقد العربي، وإن كانت له جذور وبذور في شعر حسان بن ثابت الأنصاري. لكن هذه البذور والشذرات، لا يمكن مقارنتها بما في النبويات اللاحقة، لاختلاف الظرف التاريخي الذي أنشأ هذا الاتجاه الأدبي
. كما أن العصر الثقافي الذي فجر أنهار "البردة" ورصع البديعيات، وأفرد الوتريات، هو غير العصر الثقافي الذي انتظم العهد النبوي، ومتغيراته الإسلامية، وانطلاقا من هذا التفرد، في المدائح والنبويات، فإن بعض الدارسين المنصفين، يعتقدون بأنها (أحق أن تصنف في شعر الملاحم من المعلقات والقصص المذكورة، لأنها أطول نفسا وأكثر حوادث، وأغنى بصور البطولة والكفاح من أجل إثبات الوجود العربي وإعلان رسالة الإسلام المقدسة ...)

النموذج المنشود في المدائح النبوية هو الرسول (ص) أو الحقيقة المحمدية بكل تصوراتها الدينية والصوفية. وزمن الرسول – عليه السلام – هو من الماضي الذهبي للإسلام والمسلمين

وإذا كان البوصيري من رواد هذا الفن الإسلامي، فإن العناصر التي بنى عليها صناعة "بردته" قد أصبحت المثال الذي احتذاه شعراء النبويات أو الحجازيات، مع الاختلاف الجزئي في الترتيب والتقسيم. وبالرجوع إلى عناصر البردة وأقسامها فإن المعاني فيها نجدها لا تخرج عن (النسيب ويليه التحذير من هوى النفس، ثم مدح النبي، والكلام عن مولده ومعجزاته، ثم القرآن والإسراء والمعراج والجهاد، ثم التوسل والمناجاة

إن المدائح النبوية، في الأدب العربي، قد اتخذت، من حيث عدد أبيتها، نماذج متفاوتة، وبردة البوصيري تتألف من 182 بيتا (أي أنها من القصائد الطوال) ، ومعنى هذا، أن هيكل المدحة النبوية إنما يقوم على البناء المرسوم والخاضع لإيقاع الوحدات المعقودة في "بردة البوصيري". وهكذا يتصدر النسيب المنزلة الأولى في هذا البناء

إن الغزل الذي يصدر به المديح النبوي يتعين على الناظم أن يحتشم فيه ويتأدب، ويتضاءل، ويتشبب مطربا بذكر سلع، ورامة وسفح العقيق، والعذيب، والغوير، ولعلع، وأكناف حاجر، ويطرح ذكر محاسن المرد والتغزل في ثقل الرديف، ورقة الخصر، وبياض الساق، وحمرة الخد، وخضرة العذار، وما أشبه ذلك، وقل من يسلك هذا الطريق من أهل الأدب

وحالما يغترف فن المديح النبوي من بحر القوم، فإن الحديث الغزلي يترقرق بمائية الروح، على عكس ما نجده في "البديعايت" التي تسوى على أوتار التزويق البلاغي، على حساب التجربة الشعورية الغائبة في تلك المدائح
.
وهناك أمثلة، في هذا المضمار، استطاعت أن تحقق التوحد بين التجربة الصوفية والمذهب البلاغي (وقصيدة عائشة الباعونية نفحات من التصوف، وليس ما فيها من أوصاف حسية وحديث عن الحب واللوعة والشوق مما يعرفه الشعراء الحسيون، وإنما هو الشوق إلى الله والهيام بحب نبيه المصطفى عليه السلام
. وهي في ذلك تنحو منحى الشعراء المتصوفين، كابن الفارض والبوصيري وغيرهما من أعلام العشق الإلهي ...) ، ومن قصيدتها هاته الأبيات :

بلغت في العشق مرمى ليس يدركه...... إلا خليع صبا مثلــي إلى العدم
كتمت حالي ويأبى كتمه شجنــي...... بحكمي الفاضحين : الدمع والسقم
قــالوا ارعوي، قلت : قلبـــي لا...... قالوا : انثني، قلت عهدي غير
يطـــــــاوعنـــــــي...... منفــــصــــــــم
قالوا : سلوت فقلت الصبر في كلفي...... قالوا يئست، فقلت البرء في سقمي

فالغايات والمقاصد، في الأمداح النبوية، - بداء وانتهاء – تختلف باختلاف المنازع والمشارب ولكنها ترقى بالرقي الصوفي الذي يخترق حجب الغائية الآنية( ) ومن هذا التباين تميزت الأمداح الصوفية عن غيرها، حتى ولو كان الممدوح هو محمد – عليه الصلاة والسلام – في الحالتين
.
وإذا كان المدار في الأدب الصوفي لا يخرج عن فلك "الحب" بمسمياته وألوانه، فإن الصوفية قد فاضت من أرواحهم معاني الحبين : الحب الإلهي والحب النبوي. ومن هذا التوحد نستطيع إمساك الخيط الروحي الذي يصل نبضات النسيب في المطالع والابتداءات بباقي مضمون القصيدة الكاملة. ولم يبق بعد هذا التوحد إلا أن نستبدل لفظ "المدائح النبوية" بكلمة "الحب النبوي"، حيث أن القصيدة المادحة، كما نسميها – في فن المدائح النبوية – إنما هي مناجاة للذات المحمدية، وبالتصورات التي ينطلق منها المادح في التغني بالإنسان الكامل وخصائصه النبوية




كان الحلاج واحدا من فرسان القوم الذين تشعشعوا بأنوار الحقيقة المحمدية، حيث أضاء لها "طاسين السراج" في كتابه الطواسين. والصورة البيانية لتصورات الحلاج هي في غاية الجمال الفني، ولو أنها انتظمت بخواتم القوافي لكانت قصيدة رائعة ضمن ديوان الحب النبوي.
والحلاج بهذا الطاسين، كان رائدا لمن جاء بعده، وما في الفتوحات، لابن عربي، سوى قبسات إضافية تناولها الشيخ الأكبر بما عرف به قدرة على الغوص والتحليل. أما الحلاج فحسبه أنه أضاء السراج في قبة الوجود :
(قال رضي الله عنه، طس، سراح من نور الغيب، وبدا وعاد، وجاوز السراج وساد، قمر تجلى من بين الأقمار، برجه في فلك الأسرار، سماه الحق "أميا" لجمع همته، و"حرميا" لعظم نعمته، و"مكيا" لتمكينه عند قربه ... أنوار النبوة من نوره برزت. وأنوارهم من نوره ظهرت، وليس في الأنوار نور أنور وأظهر، وأقدم من القدم، سوى نور صاحب الكرم ... همته سبقت الهمم، ووجوده سبق العدم، واسمه سبق القلم، لأنه كان قبل الأمم ... فوقه غمامة برقت، وتحته برقة لمعت، وأشرقت، وأمطرت، وأثمت، العلوم كلها قطرة من بحره، الحكم كلها غرفة من نهره، الأزمان كلها ساعة من دهره ...
الحق به، وبه الحقيقة، هو الأول في الوصلة، هو الآخر في النبوة، والباطن بالحقيق، والظاهر بالمعرفة ...
ما خرج عن ميم محمد، وما دخل في حائه أحد، حاؤه ميم ثانية، والدال ميم أوله، داله دوامه، ميمه محله، حاؤه حاله، حاله ميم ثانية ...
أظهر مقاله، أبرز أعلامه، أشاع برهانه، أنزل فرقانه، أطلق لسانه، أشرق جنانه، أعجز أقرانه، أثبت بنيانه، رفع شأنه ...
إن هربت من ميادينه، فأين السبيل، فلا دليل، يا أيها العليل، وحكم العلماء عند حكمته ككثيب مهيل).
ويقول صاحب الفتوحات :
(اعلم أيدك الله، أنه لما خلق الله الأرواح، المحصورة المدبرة، للأجسام، بالزمان عند وجود حركة الفلك، لتعيين المدة المعلومة عند الله. وكان عند أول خلق الزمان بحركته، خلق الروح المدبرة روح محمد (ص)، ثم صدرت الأرواح عند الحركات، فكان لها (أي روح محمد) وجود في عالم الغيب، دون عالم الشهادة، وأعلمه الله بنبوته وبشره بها، وآدم لم يكن إلا كما قال "بين الماء والطين"، وانتهى الزمان بالاسم الباطن في حق محمد (ص) إلى وجود جسمه وارتباط الروح به ... فعند ذلك انتقل حكم الزمان في جريانه إلى الظاهر، فظهر محمد (ص)، بذاته جسما وروحا، فكان الحكم له، باطنا إلا في جميع ما ظهر من الشرائع على أيدي الأنبياء والرسل – سلام الله عليهم أجمعين – ثم صار الحكم له ظاهرا : فنسخ كل شرع أبرزه الاسم الباطن، بحكم الاسم الظاهر، لبيان اختلاف حكم الاسمين، وإن كان المشرع واحدا، وهو صاحب الشرع
وابن عربي قد أفاض القول في هذا، في الفتوحات، وفي الفصوص، فأفرد في الكتاب الأخير "فص حكمة فردية في كلمة محمدية" وقد أداره حول الأطروحة الفلسفية الصوفية التي درج عليها في كتاباته الغزيرة.
وصفوة الكلام، هو أن "الحقيقة المحمدية" كتصور سابق على الأمداح النبوية، إنما ترعرعت وأثمرت أغصانها في الأدب الصوفي، بما لها من جذور عنوصية وشيعية في آن واحد

وقد امتدت ظلال هذه التصورات الغنوصية والشيعية على جل القصائد التي قيلت في هذا الفن المديحي، منذ أن طرزه البوصيري ببردته وهمزيته الشهيرتين

أمِنْ تَــذَكِّرِ جيرانٍ بــذي سَــلَمِ*مَزَجْتَ دَمعــا جرى مِن مُقلَةٍ بِدَمِ
أَم هَبَّتِ الريحُ مِن تلقــاءِ كــاظِمَةٍ*وأومَضَ البرقُ في الظَّلمـاءِ مِن اِضَمِ
ِ
فـما لِعَينـيك اِن قُلتَ اكْفُفَـا هَمَـتَا *وما لقلبِكَ اِن قلتَ اسـتَفِقْ يَهِــم
ِ
أيحَســب الصَبُّ أنَّ الحبَّ مُنكَتِــم*ما بينَ منسَــجِمٍ منه ومُضْـطَـرِمٌ
ِلولا الهوى لم تُرِقْ دمعـــا على طَلِلِ
*ولا أَرِقْتَ لِــذِكْرِ البـانِ والعَلَـمِ
فكيفَ تُنْكِـرُ حبا بعدمـا شَــهِدَت
*به عليـك عُدولُ الدمـعِ والسَّـقَمِ
وأثبَتَ الـوَجْدُ خَـطَّي عَبْرَةٍ وضَـنَي ِ
*مثلَ البَهَـارِ على خَدَّيـك والعَنَـمِ
نَعَم سـرى طيفُ مَن أهـوى فـأَرَّقَنِي
*والحُبُّ يعتَـرِضُ اللـذاتِ بالأَلَـمِ
يــا لائِمي في الهوى العُذْرِيِّ مَعـذرَةً
*مِنِّي اليـك ولَو أنْصَفْـتَ لَم تَلُـمِ
عَدَتْـــكَ حالي لا سِـرِّي بمُسْـتَتِرٍ
*عن الوُشــاةِ ولا دائي بمُنحَسِــمِ
مَحَّضْتَنِي النُّصْحَ لكِنْ لَســتُ أسمَعُهُ ِ
*اِنَّ المُحِبَّ عَنِ العُــذَّالِ في صَمَـمُِ
الخ ...

يمكن الاستماع في هذا الغرض الى الشيخ الحسين التولالي في قصيد التوسلات على الرابط التالي

الحسين التولالي : قصيدة التوسلات



الشعر الشعبي " الملحون" في المغرب العربي الجزء 2 : تعريفه ,أغراضه , أنواعه .

الجزء 2

القصيدة /اقسامها/اوزانها انواعها

اتطرق في هذا الجزء اولا لتسمية القصيدة
ففي الاوساط المغربية كان مشاعا ان القصيدة تعني القصيدة الشعرية الملحونة *الموهوبة*
وتسمى ملحونة لكونها غير فصيحة او لانها على نمط لحني معين
اما الشاعر فيسمى شيخ النظم لانه كالجواهرجي ينظم الكلام كما يفعل الصائغ يالؤلؤ والجواهر
واما المغني فيسمى شيخ القريحة وتنطق القاف جيما كما في مصر وهذه التسمية خاطئة لان القريحة هي ما يتولد منها الشعر وليس الغناء وارى انه خلط غير مقصود في المعنى
يبدا الشاعر كتابة قصيدته ببيت شعري يقول
سبحان من قضى وحكم****** وعلم الانسان ما لم يعلم
ثم يقسم على الراجح قصيدته الى ثلاث اجزاء
اللازمة او الحربة او السارحة وهذه الاسماء الثلاث لبيت من القصيدة يتكرر عند الغناء عندما ينتقل المغني من قسم الى قسم
والقسم هو مسمى لاجزاء القصيدة تصل عند الفحول الى اكثر عشرة اقسام اما على وزن واحد او تختلف الا من البيت الاخير من القسم الذي يكون على وزن اللازمة كي يتسنى للمغني الرجوع اليها وتكرارها ليمر الى القسم الذي يلي وهكذا دواليك
الزرب او التزريبة
ومعناها السياج وهي ابيات على وزن اللازمة للشاعر ان يضع ما شاء منها وقد تحتوي على تعريف للشاعر بنفسة
او شرح موقف ما .او الرد على خصم او استغفار الخوفيها يذكر اسمه كوسيلة لحفظ القصيدة باسمه خشية السرقة الادبية هذا عند الشعراء المبتدئين اما كبار الشعراء فاسلوبهم يغني عن ذكر اسمائهم

ومثالا على ما سلف هذه قصيدة تتحدث على لسان الملحون
الموهوب

اللازمة

يـا الوالـع بـفن الملحون شد عزمك لعزمـي
..................
عنـايتـي هذي بين قرانـي وزن ومعنـى

القسم الاول

انـا الذي قـالـوا موزون ثم اخـتلفـوا فـاسـمي
...................
كـلها منهـوم كي سمانـي من كم سنـة
انـا الـذي تبليت بلمحون ولست نـدري جـرمـي
....................
زمـانـي بالتجديد رمانـي راد لـي نفنـا
كنت عند حفاظي مسجون كلهـا لكنـوزي يكمـي
.....................
ما تبـان لـفـاظـي ومعـاني غير بلعنـا
لبارح كنت سيد لفنـون وليوم يـا ويحي مـرمـي
.....................
صرت عند نـاسي بـرانـي محزون ومضنا

القسم الثاني

انـا الـذي قالوا موزون وشكون يفك لـي صرمي
......................
فصيح ورادو تسكاني ويـن رامـو رمـنـا
يـاك خلدني ا بن خلدون فلفنـون رسخ لـي كدمي
.......................
ولعـاشـق تـغنـى بلساني وظفر بلمنى
مطاوع فالتقوى ولـمجون نافـد للمرمـى سهـمي
......................
فكل كـنانـة تلـقـانـي و لله الـمنـة
فكل موطن لازم نكون حـد سيـوفـي تـدمـي
.......................
فكل مقـصد الشاعـر دوانـي وتهلا وعنـا

القسم الثالث

انـا الـذي قالوا موزون كنـز لـمحاسن فمـي
........................
بـديـع ولفـاظ ومعانـي طرب ومغنى
كان فلـورى يتسمىميمون من تيسر لـو نظمـي
.......................
ومدح المـاحي رفع شانـي ذكر وغـنـا
سال من كان بالحـا مفتون يالـي نويتـي ظلمـي
.......................
سال بنعلي السنـاني بـالـحنش تكنـى
سال العلمي أش نكون يوم قال يـاهلـي رصمـي
.......................
بالتقوى غطاني وكساني فنظـامـو خدنـا

القسم الرابع

شوف وصف الخـد والعتنون يـالـي لحظـو معمي
......................
عاشقي بـالـموهوب سماني عطـا ربـنـا
سال الذي بالـهوى مجنون من بكاه دمعـو يـعمـي
.......................
بكـا نـاس الحب وبكانـي عطف ومحنـة
سال داك الظليم عن السكون والصباح بضيـو يـرمي
.......................
والصهبـا تنـيم لعيـاني تلوح فلوجـنـة
سال لهـلال وهو عرجون يـالي دار نفسـو خصمـي
.......................
سال الغيم الفـوقـاني والبرق ليه سنـا
سال التـولالـي مع كنـون يـالي نويتـي عدمـي
.......................
ولشياخ لقـاصي والـدانـي ناس المعنى
العايـش ولـذي مدفـون كلـهوم حـملو هـمي
.........................
ملي مولانا تـلاني ضحات لفصاحة لكنة
فلالاه حسن المضنون ايـلا يريـد يجـبـر عضمـي
.........................
ويهيـئ لـي من يهوانـي خير وحسنـة
يا راوي الدر المـصيون منقوش عليه اسـمي
..........................
فيلالي ايـلا ربـي خلاني نجدد المبـنى
مهمـا قالوا فيا يهـون قولهوم ليس يـدمـي
...........................
ولـذي راد ضعفـي قواني يرتاح ويهنا


شكل القصيدة عمودي كما يظهر للعيان ولكنه رباعي الاجزاء والقافية وهذا هو الجديد في هذه القصيدة المنظومة على وزن قصيدة لشاعر كبير هو محمد بنسليمان رحمه الله التي يقول في لازمتها

لا تلوموني في ذ لحال جيت نشهد ونودي
يا عدولي فالموت.سبابي خال فوردة

وهذا الوزن يسمى المبيت- أي ذو ابيات- مكسور الجناح لان صدره اكبر من عجزه او العكس وهذا الوزن هو الغالب في مئات القصائد
يقوم البيت الشعري في الملحون ليس على التفعيلات وانما على ما يسمى بالكراسي او النواعر وهي المقاطع وبما ان الكلمات الفصيحة اعتراها التسكين بكثرة فاعتمد الشعراء على المد الزمني للكلمات ومثاله

لا تـلوموني فيذلحال*جيت نشهدونودي*

ياعدوليفلموت سبابي* خلفوردا


وهنا بين قوسين ان هذا الشعر في اغلبه يعتمد على دندنة من نوع خاص
كان تقول
دن داني داني دندن داني داني ***دن داني داني دندن دندنا

هنا هي تسكين ممدود وهو ما يسبب المد الزمني ويعطي موسيقى خاصة للكلمة وهذا النطق لا يوجد الا في اللهجات المغاربية

نستمر في التعريف بالشعر الشعبي الملحون

ونتطرق بالتفصيل الى الاغراض التي تعرض لها مع اعطاء نمادج منها

الربيعيات او النزاهة-النزهة- ووصف الطبيعة الجميلة بالمغرب

نذكر هنا نوعا من الشعر الخفيف في وزنه السريع في غنائه وهو السرابة مع تشديد الراء

وهو صعب النظم حتى قيل عنه لا تنظم السرابة حتى تمزق الجلابة* اللباس الشعبي بالغرب

فصل الربيع قبل والوقت زيان
وعلامات الخير للورى بانو
جاد الزمان وضحك ثغر السلوان
والنكد تفاجى وزالت احزانو
بطايح الزهر على كل الوان
تسبي من راها بشوفة عيانو
الارض زي حورية من رضوان
معاها اسطاب السرور سلوانو
تحكي عريس وعروسة فالأوان
لبست من توب الدباج حيجانو
خرجت بارزة فكساوي حسان


هذا النوع هو من القصائد الخفيفة التي يفتتح بها منشد الشعر الملحون حفله كي يضفي عليه نوعا من التنشيط ويكون مصحوبا بالضرب على الاكف يسمى الكباحي قبل ان يبدا في انشاد القصيدة المطولة على الانغام الموسيقية المعروفة مع اختلاف بسيط في التسمية البياتي الذي يسمى الماية الملحونية

والرصد الذي يسمى الاستهلال

ورمل الماية الذي يسمى الدزيرية أي الجزائرية

والحجاز الكبير وعراق عجم والاصبهان والحجاز المشرقي والصيكة

واليكم نمودج من القصائد الربيعية وهي قصيدة لاحد فحول هذا الشعر ادريس بن علي
على وزن مكسور الجناح وهذا الوزن الشعري هو المتداول في غالب القصائد لعدم التزامه بعدد الاشطرالمسمات المطيلعات او كما قلنا الكراسي حسب تسميتها بمناطق المغرب

فصل الربيع جرد سيفو فوق لبطاح
واقبل كهمام فحلة خضرة
منبتة تسخير القدرة
قم تغنم فيه النظرة
زهو وبشرى
ونظر للارض كيف فاح شداها
كأن بنت لاح ضياها
لابسة توب من الجنة
وتاجها ناسب ذاك الزين واللباس

اللازمة

يا م اسعدها مع لحباب نزاهة
كيف كنت نتمناها
بالسرور والهنا واحنا فقلب قبة ملوكية ف واد فاس*
واد فاس نهر يشق المدينة ويسمى واد الجواهر

الجزء 3

من اغراض الشعر الشعبي الملحون * العشاقي* أي الغزل بانواعه
هذا المقال يتحدث عن الغزل في الشعر الملحون، نبدأ بمقطع من قصيدة الشوق لسي التهامي المدغري

ما اصعب نار الفراق
بالشوق حرقت اسفاقي
من دابل لرماق
يوم توادعنا بالمعانقا
نتقلب بالاشواق
وحرقة فدمع ارماقي
والوجد الحراق
وسفوني من الفراق غارقة

اللازمة

مفروق بلا اتفاق وغرام حبيبي باقي
فضلوعي رشاق ومحاور وسط الجوف حارقة


الشعر الشعبي " الملحون" في المغرب العربي: تعريفه ,أغراضه , أنواعه.


كنت بصدد البحث عن مادة حول الشيخ الحسين التولالي احد رواد الشعر الملحون المغربي الذي يعتبر من اوائل من ارسى هذا الفن في المغرب الاقصى ( غنت له فرقة جيل جيلالة اغنيته الرائعة يا شمعه قد نعود له في تدوينة خاصة به ) فعثرت على دراسة مستفيضة في احد المواقع المغربية حول اصول الشعر الملحون المغربي وبداياته ( انظر هنا ) فارتأيت ان أبدأ بتنزيل هذه الدراسة مع التصرف قدر الامكان في محتواها باعتبار طولها لتمكين المستمع العربي من الاستفادة منها على ان اعود في جزء ثاني منها الى تطعيمها بمثال هذا النوع من الفن في تونس من خلال ما كتبه حوله الاديب محمد المرزوقي في كتاب " الادب الشعبي " لاترك للقارئ الفرصة للمقارنة والاستزادة باعتبار ان الموروث الشعبي المغاربي ينهل من منهل واحد كما سيلاحظ . وبما الدراسة طويلة نسبيا ساقسمها الى اجزاء

الجزء الاول

الشعر الشعبي " الملحون" في المغرب العربي: تعريفه ,أغراضه , أنواعه.

لعل الكثيرين من ابناء امتنا لا يعرفون الا القليل عن هذا الشعر بين قوسين لان اشكالية المصطلح لا تزال مطروحة الى وقتنا هذا واكتفي بتسميته بالموهوب باعتبار المصطلح متفق عليه عند جمهور الباحثين المحدثين المراحل التي مر بها الموهوب * الملحون* من المعروف ان الشعر الاندلسي قد تميز بسلاسته وصوره الجميلة وبساطة لفظه .ومع بلوغ فن اللحن والغناء دروته في اواخر عهد ملوك الطوائف فقد ساير قرض الشعر الفصيح هذا التطور بحيث تبارى الملحنون والمغنون في وضع انماط غنائية تعرف عند اهل المغرب الاقصى بفن *الآلة* او الطرب الاندلسي وبالجزائر بالغرناطي وبتونس وليبيا بالمالوف او المألوف.
وقد صنفوا هذا الفن الى 55 نوبة اي دور فكان الملحن ياخذ الشعر ويلحنه حسب نغمة معينة ونفس الشيء يقوم به آخرون ويتبارون بادوارهم امام الحاكم لاختيار الاجود وهكذا دواليك
استقر كما هو معلوم اهل الاندلس ممن هاجر قهرا حفاظا على دينه بمدينة فاس وتطوان وطنجة وسلا ومراكش ومنهم من حط الرحال بالجنوب المغربي وبتافلالت بالخصوص حيث منشا فن الموهوب .
تافيلالت منطقة صحراوية وواحة شاسعة نزل بها العرب منذ الفتح الاسلامي لتشابه تضاريسها بتضاريس المنطقة العربية واهلها يقرضون الشعر بالسليقة وهذا المد الثقافي يصل الى حدود نهر السنغال جنوبا مرورا بموريتانيا بلد المليون شاعر .
ولعل هذا الفضاء احد اسباب تمركز الشعر الموهوب بهذه المنطقة بالذات كما انطلقت منه الاسر الحاكمة للمغرب لعدة قرون الى وقتنا الحاضر كما تسمى هذه المنطقة ببلاد الشرفاء من سلالة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ومن الحب الكبير الذي يحمله الاهالي الاوائل للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته كانت البداية
كانت تقام بمناسبة المولد النبوي اسواق تلقى فيها القصائد الشعرية بالفصحى وبما ان سكان المنطقة ليسوا كلهم من العرب بل فيهم البربر وفيهم العرب الذين اختلطت عربيتهم بلهجات البربر فاستعصى علي اغلبهم التذوق الصحيح لما يلقى عليهم الا ما اختلط بالفصيح من موشحات وبراول
وكتعريف بسيط بالنوبات السالفة الذكر اذكر هنا فقط مسمياتها وتقسيماتها وبعض النمادج الشعرية
النوبات *الادوار* هي
نوبة رمل الماية * واغلب اشعارها في الديح النبوي
نوبة الاصبهان
نوبة الماية
نوبة رصد الديل
نوبة الاستهلال
نوبة الرصد
نوبة غريبة الحسين
نوبة الحجاز الكبير
نوبة الحجاز المشرقي
نوبة عراق عجم
نوبة العشاق
وتنقسم كل نوبة الى عدة ميازين او موازين
ميزان البسيط
ميزان قائم ونصف
ميزان بطايحي
ميزان درج
وميزان قدام
ويتخلل هذه الميازين موشحات وتوشيات وبراول
آخذ مثالا على احدى النوبات نوبة رمل الماية وهي كما ذكرت في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
ويستعمل فيه البحر الطويل بكثرة وهو على مقام
مثال على ما قيل في هذه النوبة

الا غنيني يا منشدي رمل الماية
.......
واطرب عقول الجالسين ذوي الفضل
ودع عنك شرب الراح للحنه
......
فنغمته تحكي السلافة في العقل
اما مطلعها فهو

صلوا يا عباد على اشرف الورى
.......
وارضوا عن العشرالكرام البررا
مهما نقرب الروضة يا تينا مبشرا
......
نسيم من الاحباب مسكا وعنبرا

وكمثال على البراول وهي التسمية الاولى للازجال عند نشاتها الاولى

يا كوكب الاحلاك....قلبي هواك
هواك يا فتان
قد حير لذهان
بالله يا سلطان
رفقا بمن هواك...ودع جفاك

من هنا كان المنطلق للشعر الموهوب ومن هنا بدا الشعراء يتفننون في قرض قصائدهم ووضع قواعد هذا الفن الراقي الذي لا يقل جمالا عن الشعر الفصيح بل تعداه في بعض اغراضه .