lundi 16 août 2021

الشاعر لمجد بن منصور: سين وجيم



الشاعر لمجد بن منصور 

من الشعراء الشباب الذين تمردوا على القصيدة الكلاسيكية في الشعر الشعبي واغنوها بجميل الصور وبساطة العبارة . شاعر مجدد فهم ان الشعر على قول نزار قباني " هو كهربة جميلة لا تعمر طويلًا، تكون النفس خلالها بجميع عناصرها من عاطفة، وخيال، وذاكرة، مسربلة بالموسيقى".  لكنه مع نزعته التجديدية لا يكاد يغادر الارض الصلبة للمعنى والصورة التي سار عليها السلف من شعراء الملحون في ربوع نفزاوة . الارض التي سيّجها محمد الطويل بن ثابت  بالبنية  والصورة والمعنى، حين قال في تحديده للشعر :

خيار القول ما فيه العوز*** مريقل مثل نفدان الغروز
معنى وقافية وشارح وبز *** وشاعر بحر في معنى الرموز

 وهي أرض الشعر كما حددها الجاحظ نفسه في كتاب الحيوان :" فإنما الشعر صناعة وضرب من النسيج وجنس من التصوير".

فاذا اعتبرنا أن كل شاعر مختلف .وكل قصيد مختلف ,فان الاختلاف في شعر لمجد بن منصور (من خلال هذا النص الذي سننشره) له ضلعان يؤسسان لشعريته .الاختلاف عما ظهر والائتلاف في بنية القصيد ومعناه. حتى ليغدو القول/السؤال في النص المذكور يرتد عليك ذاكرة وعاطفة وخيال مسربلة بموسيقى المعنى مشكلة لهذا الكل المؤتلف الذي سماه نزار "كهربة" تشعرك بلذة تهز الكيان لتعيد للذات توازنها وترد عليها حقيقتها.

تظهر هذه الجدة في نص سين وجيم . شكل جديد للقصيد سؤال وجواب تسال الذات ذاتها ولا تنتظر جوابا من خارجها. بل سرعان ما تجيبها انعطافات الروح .بما تخزن من ذاكرة وتجربة تجربة وجود فردية ترسم محاولة في نحت الكيان .كيان الانسان العربي, الإنسان .يعي ماضيه وحاضره ليبني مستقبله .ويتعمق في أقانيم الكيان من مال, وعمر, ونفس, وغربة, وشعور وعاطفة انسان يساءل نفسه  ...ينظر في مرآته ليفهم ذاته ...ويختار وجهه ...ليتطهر من كل خطاياه ... عسى يغالب نفسه او يكشفها على حقيقتها فالوعي هو شرط امكان مجاوزته وتطويره او تغييره .. والوعي لا يكون الا من خلال السؤال سؤال الذات لذاتها وهو معنى قول سقراط قديما من ان الوعي بالجهل هو اول شروط تحصيل المعرفة . وهو ايضا المعنى الذي قصده ماركس حين قال " كي نجعل من القمع اشد قمعا يجب أن نضيف اليه وعي القمع " ونقول هنا مع لمجد منصور ان نجعل قبح الذات اشد قبحا بان نضيف اليه "وعي القبح". وهو ما نقرأه في هذه المساءلة.

                                            (صوتك وين؟ تِكتم فيه لاش؟)

عُمره كان تِحريك اللسان

بلاش افعال ما يعلّي انسان

 **** 

سين و جيم.

(هَنّي خاطرَك خايف مْناش؟)
من ليّام ما فيهن أمان
يْجن بْشان ويصُدّن بْشان
**
(كفّف دمعتك تبكي علاش؟)
ناس مْلاح بيّدها الزمان.
بقت اليوم كان" فلان كان".
**
(صوتك وين؟ تِكتم فيه لاش؟)
عُمره كان تِحريك اللسان
بلاش افعال ما يعلّي انسان
**
(راسك شيب! صُغرك راح فاش؟)
في لَوهَام عدّى وفي لَفْتان
وهَز حْمول عـل العاتڨ رزان
**
(دُورة فَرَح ها الدنيا لْهاش؟)
ڨول تجي تَرغَب بِلاَحْزان
للفرحان كان لِلها اطمان.
**
(ڨَد لْ مَدّْهِن، كفّك خَذاش؟)
كان الله يِعْدِل في لَوْزان
وبِلحسان يِجزي في لِحسان
**
(لِهْ سنين! ها المركب رِساش؟)
رجايا فيه كان الشط بان!
يِرسِي بي في برور الأمان.