lundi 2 juin 2008

الشاعر والثائر بوبكر بن غرسالله شهر "بن قطنش "؟؟


اسمه الحقيقي ومولده
اسمه الحقيقي هو بوبكر بن محمد بن غرس الله المرزوقي من العوينة من معتمدية دوز ولاية قبلي
ولد في خلال سنة 1892 م تقريبا وتربى كأترابه بين القرية وبين صحراء الجنوب التونسي ، ولوعا مند صغره بركوب المهاري وصيد الغزلان .
إخوته
لبوبكر بن غرس الله 3 إخوة : سالم ، استشهد في إحدى الوقائع الجهادية في ليبيا ، احمد ، تمكن الفرنسيون من القبض عليه وسجنه وقد توفي في سجن (جقار) بالشمال التونسي ، محمد الظريف (بتصغير الصفة) الذي كانت صفة الظريف بالنسبة إليه من صفات الأضداد فقد كان عريضا ، دحداحا ،قوي البنية ،متين الساعدين ،اشتهر بهدوئه ورصانته وقوته الخارقة
هجرته إلى طرابلس
على اثر ثورة أخويه سالم واحمد سنة 1915 واشتراكهما في الجهاد ضد فرنسا وايطاليا ( وكان بوبكر إذ ذاك يعمل مع الفرنسيين عاملا بسيطا في الفرقة الصحراوية المشهورة باسم القومية Goumyas ) اغتنمت السلطة العسكرية الفرنسية وجوده في صفوف أعوانها وكانت الثورة في طريق التلاشي ، فأرسلته إلى أخويه الثائرين ومن معهما من المرازيق أمثال عمر الغول لمحاولة إرجاعهم إلى بلدهم أحرارا مع ضمان العفو عنهم وعدم تعرضهم لأي عقاب ، وان لم يستطع التأثير على جماعة المرازيق كلهم فلا اقل من إقناع شقيقيه بالرجوع .
وغادرا بن قطنش مركز برج البوف مزودا ببندقية حربية تسلمها من الفرنسيين للدفاع عن نفسه ضد أي طارئ ،وقصد الصحراء الكبرى حيث يوجد شقيقاه وعمر الغول وغيرهم في بعض الجهات الغربية من التراب الليبي .
ولكن جرت الرياح بما لا تشتهيه السفن ،إذ إن السفير ابن قطنش انظم إلى الثورة بدل الرجوع إلى اخويه برغبة منه ونية مسبقة حسب قوله .
حتى إذا فشلت الثورة وتفرق المجاهدون رجع إلى بلده وقابل الفرنسيين مدعيا انه بمجرد التحاقه بأخويه قبض عليه المجاهدون و كادوا يقتلونه ، لولا وساطة اخويه وأبناء عمه ، فاكتفوا بأسره عندهم تلك المدة الطويلة حتى تمكن من الإفلات ، وصدقه الفرنسيون ولكنهم لم يرجعوه إلى عمله ، بل سدوا عليه أبواب العمل والاسترزاق ، ولم يجد ابن قطنش سبيلا للانتقام من الفرنسيين غير هجائهم وهجاء أعوانهم بالشعر .
و بعد أكثر من عامين من الانتظار في بلده استطاع إن يجتاز الحدود سرا ملتحقا بالمجاهدين الليبيين ، فصادف المقاومة على أشدها ضد الفاشيست سنة 1922 ، وانضم إلى المجاهد المرحوم الحاج محمد فكيني ، وحضر معه معركة الوخيم و الجوش وتاردية و أم القرب و الاحرش . ثم التحق بالمجاهد المرحوم الشيخ محمد سوف بجهة قطيس و حضر معه معركة بو عرقوب
(...)
أسره و فراره
تشرد ابن قطنش مع المجاهدين في الجبال ، لكنه مرض برجليه وعجز عن السير ، ففارقهم إلى الحامة قصد الاستشفاء ، وهناك قبضت عليه السلطة الفرنسية فأودعته السجن بصفاقس حيث عذب عذابا أليما ، فمرض فنقل إلى المستشفى ، واتصل به في المستشفى احد أصدقائه من الطرابلسين وهو المسمى علي الزنتاني الذي جلب له ثياب امرأة تنكر فيها وفر من المستشفى (....)
وفاته
وكان المرض قد اشتد عليه فثقلت حركته ولم يستطع المشاركة في ثورة 1952 م ، وبواسطة الوطنيين و زعماء الاتحاد العام التونسي للشغل ، الحق بعمل حارس بميناء العاصمة ، ثم أجرت عليه حكومتنا الوطنية مرتبا بصفته من قدماء المجاهدين واستراح في مسقط رأسه بين عائلته وأولاده حتى وافاه الأجل المحتوم في أواخر سنة 1967 رحمه الله رحمة واسعة


المصدر : كتاب دماء على الحدود لمحمد المرزوقي