vendredi 13 juin 2008

الشعر الشعبي " الملحون" في المغرب العربي الجزء 2 : تعريفه ,أغراضه , أنواعه .

الجزء 2

القصيدة /اقسامها/اوزانها انواعها

اتطرق في هذا الجزء اولا لتسمية القصيدة
ففي الاوساط المغربية كان مشاعا ان القصيدة تعني القصيدة الشعرية الملحونة *الموهوبة*
وتسمى ملحونة لكونها غير فصيحة او لانها على نمط لحني معين
اما الشاعر فيسمى شيخ النظم لانه كالجواهرجي ينظم الكلام كما يفعل الصائغ يالؤلؤ والجواهر
واما المغني فيسمى شيخ القريحة وتنطق القاف جيما كما في مصر وهذه التسمية خاطئة لان القريحة هي ما يتولد منها الشعر وليس الغناء وارى انه خلط غير مقصود في المعنى
يبدا الشاعر كتابة قصيدته ببيت شعري يقول
سبحان من قضى وحكم****** وعلم الانسان ما لم يعلم
ثم يقسم على الراجح قصيدته الى ثلاث اجزاء
اللازمة او الحربة او السارحة وهذه الاسماء الثلاث لبيت من القصيدة يتكرر عند الغناء عندما ينتقل المغني من قسم الى قسم
والقسم هو مسمى لاجزاء القصيدة تصل عند الفحول الى اكثر عشرة اقسام اما على وزن واحد او تختلف الا من البيت الاخير من القسم الذي يكون على وزن اللازمة كي يتسنى للمغني الرجوع اليها وتكرارها ليمر الى القسم الذي يلي وهكذا دواليك
الزرب او التزريبة
ومعناها السياج وهي ابيات على وزن اللازمة للشاعر ان يضع ما شاء منها وقد تحتوي على تعريف للشاعر بنفسة
او شرح موقف ما .او الرد على خصم او استغفار الخوفيها يذكر اسمه كوسيلة لحفظ القصيدة باسمه خشية السرقة الادبية هذا عند الشعراء المبتدئين اما كبار الشعراء فاسلوبهم يغني عن ذكر اسمائهم

ومثالا على ما سلف هذه قصيدة تتحدث على لسان الملحون
الموهوب

اللازمة

يـا الوالـع بـفن الملحون شد عزمك لعزمـي
..................
عنـايتـي هذي بين قرانـي وزن ومعنـى

القسم الاول

انـا الذي قـالـوا موزون ثم اخـتلفـوا فـاسـمي
...................
كـلها منهـوم كي سمانـي من كم سنـة
انـا الـذي تبليت بلمحون ولست نـدري جـرمـي
....................
زمـانـي بالتجديد رمانـي راد لـي نفنـا
كنت عند حفاظي مسجون كلهـا لكنـوزي يكمـي
.....................
ما تبـان لـفـاظـي ومعـاني غير بلعنـا
لبارح كنت سيد لفنـون وليوم يـا ويحي مـرمـي
.....................
صرت عند نـاسي بـرانـي محزون ومضنا

القسم الثاني

انـا الـذي قالوا موزون وشكون يفك لـي صرمي
......................
فصيح ورادو تسكاني ويـن رامـو رمـنـا
يـاك خلدني ا بن خلدون فلفنـون رسخ لـي كدمي
.......................
ولعـاشـق تـغنـى بلساني وظفر بلمنى
مطاوع فالتقوى ولـمجون نافـد للمرمـى سهـمي
......................
فكل كـنانـة تلـقـانـي و لله الـمنـة
فكل موطن لازم نكون حـد سيـوفـي تـدمـي
.......................
فكل مقـصد الشاعـر دوانـي وتهلا وعنـا

القسم الثالث

انـا الـذي قالوا موزون كنـز لـمحاسن فمـي
........................
بـديـع ولفـاظ ومعانـي طرب ومغنى
كان فلـورى يتسمىميمون من تيسر لـو نظمـي
.......................
ومدح المـاحي رفع شانـي ذكر وغـنـا
سال من كان بالحـا مفتون يالـي نويتـي ظلمـي
.......................
سال بنعلي السنـاني بـالـحنش تكنـى
سال العلمي أش نكون يوم قال يـاهلـي رصمـي
.......................
بالتقوى غطاني وكساني فنظـامـو خدنـا

القسم الرابع

شوف وصف الخـد والعتنون يـالـي لحظـو معمي
......................
عاشقي بـالـموهوب سماني عطـا ربـنـا
سال الذي بالـهوى مجنون من بكاه دمعـو يـعمـي
.......................
بكـا نـاس الحب وبكانـي عطف ومحنـة
سال داك الظليم عن السكون والصباح بضيـو يـرمي
.......................
والصهبـا تنـيم لعيـاني تلوح فلوجـنـة
سال لهـلال وهو عرجون يـالي دار نفسـو خصمـي
.......................
سال الغيم الفـوقـاني والبرق ليه سنـا
سال التـولالـي مع كنـون يـالي نويتـي عدمـي
.......................
ولشياخ لقـاصي والـدانـي ناس المعنى
العايـش ولـذي مدفـون كلـهوم حـملو هـمي
.........................
ملي مولانا تـلاني ضحات لفصاحة لكنة
فلالاه حسن المضنون ايـلا يريـد يجـبـر عضمـي
.........................
ويهيـئ لـي من يهوانـي خير وحسنـة
يا راوي الدر المـصيون منقوش عليه اسـمي
..........................
فيلالي ايـلا ربـي خلاني نجدد المبـنى
مهمـا قالوا فيا يهـون قولهوم ليس يـدمـي
...........................
ولـذي راد ضعفـي قواني يرتاح ويهنا


شكل القصيدة عمودي كما يظهر للعيان ولكنه رباعي الاجزاء والقافية وهذا هو الجديد في هذه القصيدة المنظومة على وزن قصيدة لشاعر كبير هو محمد بنسليمان رحمه الله التي يقول في لازمتها

لا تلوموني في ذ لحال جيت نشهد ونودي
يا عدولي فالموت.سبابي خال فوردة

وهذا الوزن يسمى المبيت- أي ذو ابيات- مكسور الجناح لان صدره اكبر من عجزه او العكس وهذا الوزن هو الغالب في مئات القصائد
يقوم البيت الشعري في الملحون ليس على التفعيلات وانما على ما يسمى بالكراسي او النواعر وهي المقاطع وبما ان الكلمات الفصيحة اعتراها التسكين بكثرة فاعتمد الشعراء على المد الزمني للكلمات ومثاله

لا تـلوموني فيذلحال*جيت نشهدونودي*

ياعدوليفلموت سبابي* خلفوردا


وهنا بين قوسين ان هذا الشعر في اغلبه يعتمد على دندنة من نوع خاص
كان تقول
دن داني داني دندن داني داني ***دن داني داني دندن دندنا

هنا هي تسكين ممدود وهو ما يسبب المد الزمني ويعطي موسيقى خاصة للكلمة وهذا النطق لا يوجد الا في اللهجات المغاربية

نستمر في التعريف بالشعر الشعبي الملحون

ونتطرق بالتفصيل الى الاغراض التي تعرض لها مع اعطاء نمادج منها

الربيعيات او النزاهة-النزهة- ووصف الطبيعة الجميلة بالمغرب

نذكر هنا نوعا من الشعر الخفيف في وزنه السريع في غنائه وهو السرابة مع تشديد الراء

وهو صعب النظم حتى قيل عنه لا تنظم السرابة حتى تمزق الجلابة* اللباس الشعبي بالغرب

فصل الربيع قبل والوقت زيان
وعلامات الخير للورى بانو
جاد الزمان وضحك ثغر السلوان
والنكد تفاجى وزالت احزانو
بطايح الزهر على كل الوان
تسبي من راها بشوفة عيانو
الارض زي حورية من رضوان
معاها اسطاب السرور سلوانو
تحكي عريس وعروسة فالأوان
لبست من توب الدباج حيجانو
خرجت بارزة فكساوي حسان


هذا النوع هو من القصائد الخفيفة التي يفتتح بها منشد الشعر الملحون حفله كي يضفي عليه نوعا من التنشيط ويكون مصحوبا بالضرب على الاكف يسمى الكباحي قبل ان يبدا في انشاد القصيدة المطولة على الانغام الموسيقية المعروفة مع اختلاف بسيط في التسمية البياتي الذي يسمى الماية الملحونية

والرصد الذي يسمى الاستهلال

ورمل الماية الذي يسمى الدزيرية أي الجزائرية

والحجاز الكبير وعراق عجم والاصبهان والحجاز المشرقي والصيكة

واليكم نمودج من القصائد الربيعية وهي قصيدة لاحد فحول هذا الشعر ادريس بن علي
على وزن مكسور الجناح وهذا الوزن الشعري هو المتداول في غالب القصائد لعدم التزامه بعدد الاشطرالمسمات المطيلعات او كما قلنا الكراسي حسب تسميتها بمناطق المغرب

فصل الربيع جرد سيفو فوق لبطاح
واقبل كهمام فحلة خضرة
منبتة تسخير القدرة
قم تغنم فيه النظرة
زهو وبشرى
ونظر للارض كيف فاح شداها
كأن بنت لاح ضياها
لابسة توب من الجنة
وتاجها ناسب ذاك الزين واللباس

اللازمة

يا م اسعدها مع لحباب نزاهة
كيف كنت نتمناها
بالسرور والهنا واحنا فقلب قبة ملوكية ف واد فاس*
واد فاس نهر يشق المدينة ويسمى واد الجواهر

الجزء 3

من اغراض الشعر الشعبي الملحون * العشاقي* أي الغزل بانواعه
هذا المقال يتحدث عن الغزل في الشعر الملحون، نبدأ بمقطع من قصيدة الشوق لسي التهامي المدغري

ما اصعب نار الفراق
بالشوق حرقت اسفاقي
من دابل لرماق
يوم توادعنا بالمعانقا
نتقلب بالاشواق
وحرقة فدمع ارماقي
والوجد الحراق
وسفوني من الفراق غارقة

اللازمة

مفروق بلا اتفاق وغرام حبيبي باقي
فضلوعي رشاق ومحاور وسط الجوف حارقة