jeudi 29 mai 2008

شهادات شعرية... توثق لانتفاضة المرازيق ؟؟؟

شهادات شعرية توثق لانتفاضة المرازيق من رسالة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ المعاصر بعنوان "

انتفاضة المرازيق 1943-1944 : هبّة قبليّة أم تمرّد نظاميّين ؟"إعداد الطالب : الذهبي مسعودي و إشراف الأستاذ : فتحي ليسير

· يقول الثائر علي الصيد في هذا الإطار قصيدة معبرة تصور الانتقام الذي تعرض له أهالي قرية العوينة :

نحكيلكم من بعد ع العوينه واصّنتوا بالله يا حضّار

فيها تكلّم لغم بكباسينه ركح غيمها وتفرقعت في نهار

بعد أن هرب الألمان في كمايينه جت قوم (شفراتيل) ع الأمّهار

بالسمّ يرحي في الأنياب علينا مغلول تا يدوّر يردّ الثّار

في زمام عنده مقيّدة أسامينا القواد حاكيله على ما صار

كل حد ينشد عل خزينه وينه يجيبوه لن يوصل لفمّ الدار

يطلب على المفتاح وين دايرينه وفي غيبته يضرب الباب اشطار

يدخل لوسط الدار بالتركينه يكسر خوابي الجبس والفخار

معاه طاشمة م الغرب جوا تابعينه وفي جرّته غاروا مع الغوّار

بعد أن يلموا الرزق وامّاعينه يا مر يشعل في السقف النار

كل حوش وحده راقيه دخاخينه باد الخشب وتهدمت الأسوار

شماتات في ملاكها بضغينه هو مشى وهم طو رقواع الدار

بالخف ركب عسكره في حينه يلوذوا على العربان بالدوار

رعبوا تريس النجع ونساوينه ولا قدروا شيابهم لا صغار

يحوم على الفلاق بيته وينه وهزوه يسكن ثم في المصدار

يعطوا اللحم من سعيهم واكلينه وكل يوم ماشي قطع للبطوار

ززناه كل غالي رخيص علينا غير نمنعوا بالروس يا ستار

ناض القضا في وسطنا تفيينا وكل حد قاصد شور م الأشوار

هكه حكم الله راد علينا وبينا السفينة ادهمت الأوعار

قداش م اللي مات بين يدينا الله يرحمه ويغفر ذنوب الدار

والآخر حصل في الكاشو دايرينه مسكر عليه الليل بعد نهار

بحديد يمشي طايبه سواقينه ويديه مطقوقات بالزيار

كل يوم جلده بالعصا جامرينه وبالسيف قول حضرت حتى نهار

كان قر ميت كان نكر قاتلينه يخمم قعد في فكرته محتار

· إعدام العديد من الأهالي في صفاقس وخصوصا أعضاء الشعبة الدستورية بالعوينة بتهمة التعاون مع المحور وهم : عبد الله بن علي بن الحاج (دوز الغربي) رئيس الشعبة، بوبكر بن علي بوخريص (العوينة) وبوبكر بن علي بن عبد الله (العوينة) والجيلاني بن علي بن خالد (العوينة)

ويقول الشاعر محمد بن علي بن عبد الله، من شعراء العوينة بخصوص اعدام أعضاء الشعبة الدستورية بصفاقس :

ناري على بكار سيد رقية رقد وين ما عادت عيوني تراه

في الدار ما عقبش كان بنية وكره حكم ربي عليه خلاه

عدموه في صفاقس طرا لهم زيه من غير راسه أربعة رفقاه

هم الثلاثة وزوز برانيه نهار الإربعاء عليهم حكم الله

كل حد وحده كرومته مثنية مربوط واقف عرصه في قفاه

توّا ل عليهم ناضت اللغطيه على الله قدموا والدوام لله

مشت روسهم والرزق زاد تفيا لا من قعد له بعير والاّ شاه

ويورد الشاعر عبد الله بن عبد الله في قصيدة حول الأسباب التي دفعت الثوار للهجوم على برج دوز ما يلي :

الفلاّقة داروا زغبيّة هافوا للميــــــــدان

مغاليل قلوبهم ممليـة على قوم العديـــان

رباط نساهم والذرية شيء يغيب الأذهان

ومعنى هذه الأبيات أن أسر النساء والأطفال من قبل جنود "القومية" أعوان العدو أفقد الثوار صبرهم وهذا ما جعلهم يشكلون "عصابة" (زغبيّة) تهجم على البرج الذي سجنت فيه نساءهم. ويقول الشاعر عبد الله بن عبد العزيز شهر ابن عاشور في نفس الإطار :

رباط أمّ عجــــــار درباهم في سامرنار

خافوا من العـــــار يقعد على مدة الأعمار

وواضح من خلال هذين البيتين أن اعتقال نساء الثوار من قبل الفرنسيين وأعوانهم المتزلفين كانت القطرة التي أفاضت الكأس. فالثوار لا يترددون في مواجهة الأخطار إذا تعلق الأمر بالشرف والعرض والكرامة، خاصة وهم يدركون أن العار يلازم الإنسان أبد الدهر. هذه تقريبا أبرز دوافع وحيثيات معركة دوز أو( معركة الشرف والكرامة) فجر يوم 28 ماي 1944. فماهي إذن الخطة التي اعتمدها الثوار لضمان نجاح هجومهم/ هجمتهم على البرج ؟

لقد خلدت ذاكرة أهالي المرازيق هذه المعركة في قصائد تغنت بشجاعة الثوار وعزيمتهم واستشهادهم في سبيل الشرف والعرض في مقابل السخرية من الفرنسيين وأعوانهم الذين ثبت جبنهم خلال هذه المواجهة. ومن أشهر هذه القصائد تلك التي تغنى بها الشاعر الثائر بوبكر بن غرس الله شهر ابن قطنش والتي يقول فيها :

ريتش نهار البرج كيف عملنا مرازيق كل واحد ازدم واثنّــى

بالمكحلة ضرّابـــــــــــــــــــة مرازيق ما يفوتش الواحد قابة

احنا نهيفو لسوق البلا وحرابه من طرابلس للغرب تشهد لنـــا

احنا نكسروا في معاقل الزغابة سمعت نهار الهيرة والقنـــــــة

مرازيق وقت ان فلقوا قهروها رجال يدهموا ضرب الثقيل ورنّه

صعيبين وقت المكحلة يمدّوها دقرهم يخلو في الجماجم حنة

لقد كان هذا الانتصار فرصة للمجاهدين للإنتقام من المتعاونين مع الفرنسيين وذلك بالإغارة على دكاكينهم ومن بين هؤلاء المستهدفين نذكر خليفة بن إسحاق الإسرائيلي وأحد الأهالي يدعى محمد بن إبراهيم شهر القارد

تسليط غرامة بمبلغ مائتي دينار يدفعها أهالي العوينة كل يوم ثلاثاء إضافة إلى إطعام الجند من 1 جوان 1944 إلى نهاية الانتفاضة (أوت 1944). وبخصوص هذه الغرامة الباهضة يقول الشاعر محمد بن علي بن عبد الله :

في كلّ ثمن أيام نعطو خطيّـــة لدي غول متولّي العمل خلاه

مقونن دفوعي خمسطاش إن مي نديرو نصوب بلا مناداه

وقت الخطايا حشـــدوا جنديـــــة كل حد متحرب لخوه نواه

من كان في السابق وطى موطية اليوم ربي لحقه وعلاه

يحكم علينـــــــــــا حكم فنطازية بالسيف هانا كلنا طعناه.

في الوقت الذي أشار المقيم العام في أحد تقاريره إلى مقتل خمسة من المتمردين والإستيلاء على عدد من جمال هذه المجموعة والمؤن والذخيرة. لم يتحدث العقيد ريبو في المذكرة التي رفعها للمقيم العام الجنرال ماست عن خسائر لدى المعسكرين بل ذكر أن المتطوعين أصيلي قرية مطماطة في صفوف القوات الفرنسية قد فروا منذ الطلقات الأولى. وبفرارهم نجح الثّوار في إختراق الطوق الذي ضرب حولهم . ونعتقد أن عملية الفرار هذه حدثت بعد وقوع إصابات في صفوف هؤلاء المتطوعين.

لقد خلّد الشاعر الشعبي عبد الله بن علي بن عبد الله (دوز الشرقي) هذه المعركة في قصيدة رائعة نقتطف منها ما يلي :

"وقع ملطم في اللّقــن§ وواده مـــــــا بيـــــــن العديـــــان

فزعت مطماطة في حشـــــــاده بنعيســـــى وتوجـــــــــــان§

حاكمهم يـــــــا مر فـــي أولاده شدوهـــــــــــــــم شــــــدّان

اللي يجب الغــــــــول§ وميعاده نعلقلـــــــــه نيشــــــــــــان

كـــــل واحد ينــــــده في جواده طامـــــــــع بالسّعيــــــــــان

يحســــــاب الحربـــي واصهاده مسكوفـــــــــة كيســــــــــان

تلاقــــــــوا وين البر تعـــــادى ردة بــــــــــن شعبــــــــــان

كـــــل واحد ينــــــده في جواده طامـــــــــع بالسّعيــــــــــان

الطاهـــــــر ولـــــد عمر تمادى صابــــــــــــــــــر للنيشـــان

زوايلهم قعــــــــدوا فــي حماده للذّيـــــب الجيّعــــــــــــــــان

صعيب بحـــــــره من يدهم واده لا قـــــــــــــدّوا يطبـــــّـــوه

برمـــوا منــــــه عطاش كسـاده جهـــــار شايــــــح خلّوه"

جادت قريحة الشعراء الشعبيين بقصائد رائعة حول صمود هذا الثائر البطل في مواجهته للقوات المطاردة في وادي دغومس حيث يقول الشاعر عبد الله بن علي بن عبد الله :

وقع ملطم في فجوج خليّة في ضحضاح بعيد

جملها حشادات قويــــــة نفزاوة وبنزيـــــد

من العسكر لجبـــل محية طاحوا بولد عبيــد

لاغاتـــــه بالفم وليـــــه قاتله الخلق يكيـــد

عليك بعدوا اخوتك جملية وانت راك فريــــد

قاللها محــــال علــــــــي الهربه عندي كيــد

سنّد في حقفه مخطيــــــة عقل رجله بحديـــد

واجب يا اللـــــي رافع فيّ لا كانك صنديـــــــد

ردك بيت النــــــار بحربية منها دار غريــــــــد

خلاها جنايز مرميـــــــــة الأرقاب مسانيـــــــد

واتتهم شعبــــــــة مخلية رقيوله ختلــــــــــوه

حضر وعده ولا صاب نجيه طاب زرعه حصدوه

ويقول الشاعر عبد الله بن عبد العزيز في نفس الإطارمادحا البطل الشهيد حمد بن عبيد:

مــــــــــــــــات الصنديــــد المسمى في القوم قليد

حمـــــــــد ولـــــــد عبيــد انحاز وحده في جبل فريد

شبحــــــــــه الشوشيـــــد عملوله خانب وقعيد

التـــــــل ليـــــــه غريــــد وصّل خبره بالتوكيد

جاتــــــــــه مهاويــــــــــد ريم ياسر ماله تحديد

قفصــــــــــة وبنــي زيد ونفزاوة وعمل جريد

يحــــــــــــظ التمجيــــد منين مات علىحريمه شهيد



ويصور الثائر علي الصيد انفصام وحدة الثوار "وعجز الروابط الدمية في الحفاظ على اللحمة المطلوبة وطغيان الفردية والإنتصار للذات في أنانية مطلقة" فيقول :

بكتيش بعد ان طحت يا مانية فرغ مسندي ولاذوا الحراير بيّ

بكيتيش وجع همي مضروب على وجهي تبزع دمي

تنموت زازوني ذراري عمي مرخوص قاعد في عقاب العية

منين كنت والع قبل بيك نومي تونوشي على شبح النظر الحية ....

***

رفقاي بي خلّوا لا حسبوا كلام القفا لا ولوّا

تمنيت دفنوني عليّ صلّوا ولا يشدني كافر وعيني حيه

مني مشوا خلوني لشفاية الكفار تايدوني

منين سقموا سالوا دموع عيوني في المحرمة كففتهم بيدي

وهسوا على انفار ما يهونوني لو كان يبدا الحب غالق ضية

وهي القصيد الذي تغنى به بلقاسم بوقنه وكنا اشرنا له في التدوينه السابقة




.

§ اللقّن : مكان من غابة تامزرط.

§ بنعيسى وتوجان : قريتان تابعتان في ذلك العهد إلى مطماطة.

المقصود عبد الله الغول أحد أبطال انتفاضة المرازيق.