mercredi 28 mai 2008

من ملاحم النضال ضد المستعمر: معركة برج دوز يوم 29/05/1944

من ملاحم النضال ضد المستعمر محطات نيرة أضاءت لهذا الشعب طريق الحرية نذكر معارك كبيرة كمعركة رمادة (1958)ومعركة بنزرت( 1962) من اجل الجلاء لكن مهدت لها معارك صغيرة في ارجاء البلاد واريافه وقراه كانت اشبه بمعركة الاستنزاف نذكر منها : معارك الجنوب كمعركة ام العقل و معركة القنة ومعركة قصير الشتاوى ومعركة وادي الغدامسي و قصر تارسين وبئر الادنس وطويل الصابرية وغابة تمزرط وام عقاب وقويرات الحب وكاف بن عسكر ...الخ من المعارك التي دون لها محمد المرزوقي في كتابيه "دماء على الحدود " و" ثورة المرازيق " .وسنقف هنا خصوصا عند معركة برج دوز التي وقعت يوم 29/ماي /1944 .وسنورد قصائد دونت لهذه المعركة ولكن قبل ذلك نود بايجاز سرد وقائع هذه المعركة :

عمل المستعمر الفرنسي تنكيلا في اهالي البلدة وكان يطاردهم في الصحراء ويقطع عنهم المعونة وانتقاما منه وطلبا في مقاومته رأى المقاومون في جيش المحور بقيادة المانيا عونا لهم على هذه المهمة .وبعد ان انتصرت فرنسا والحلفاء على المحور قامت كرد فعل فرنسا بمطاردة فلول المقاومة في الصحراء فكانت هذه المعارك الصغيرة التي ذكرناها للتو .ويذكر لنا القبطان سيران مثلا في مسالك المرازيق les parcours des mrazigs(ان الثوار اعترضوا سرية من الصبايحية بقيادة لافوا في منطقة وادي الغدامسي قرب الجنين – بين رمادة وبرج البوف – وقتلت القائد لافوا واستسلمت السرية للثوار التي جردتهم من سلاحهم ومن لباسهم ( البرانيص التي سيتم استعمالها في معركة البرج للتخفي ) وكرد فعل قررت السلطة العسكرية :

1/ ارجاع السكان المرازيق للبلاد بحيواناتها حتى يسهل مراقبة الثوار وقطع التموين عنهم ومنها اخذ نسائهم اسيرات في البرج الذي هو مقر الحاكم العسكري للجنوب .( البرج يستعمل الان كمستودع ميكانيكي لفرقة حرس الحدود ) .

2/نصب سرايا قوية على جميع ابار المياه بالصحراء حتى يحرم الثوار من التزود بالمياه.

3/ تعيين سرايا خفيفة من الاعوان والصبايحية لتتبع مسالك الثوار والارشاد عنهم للسلطات .

بدات المعركة ليلا بعد الاتفاق مع الجماعة على كلمة سر هي كلمة محمد يقولها كل واحد للشبح الذي يراه قادما وعلى الثاني ان يرد بقوله الهاشمي والا يطلق عليه النار .واتفقوا على يقوم 3 منهم هم علي الصيد وحمد بن عبيد و محمد بن بوبكر ابن حمد بالتسلل ليلا في لباس الصبايحية ( البرانيص الزرقاء التي استولوا عليها في معركة وادي الغدامسي ) وقطع خطوط الهاتف الواصلة بين قبلي ودوز .وبعد ذلك يتجمع الجميع في الكدوة المقابلة للبرج على الساعة الثالثة صباحا من يوم 29/05/1944 .وتم توزيع ادوار العملية كالتالي :

اربعة منهم يقومون بتخليص النسوة من الاسر وهم حمد بن عمر الغول و محمد بن بلقاسم بن عبدالله وعلي بن مسعود زغودة ومحمد بن بوبكر بن حمد اما البقية وعددهم عشرين ومنهم حامد بن عمر بن عبد الملك وعلي الصيد وحمد بن عبيد ويحي بن محمد الذي صعد لقصبد البرج لقتل الجندي الذي يملك رشاشا من النوع الثقيل والاستيلاء على الرشاش الا انه قتل في القصبة من قنبلة يدوية اطلقها احد رفاقه عن غير قصد كما استشهد في هذه المعركة محمد بن قدورة وعبدالله بن محمد بن عبداله بن مبروك والمجاهد احد مهندسي المعركة حامد بن عمر بن عبد الملك .وقتل من الجانب الفرنسي خاصة الملازم دي لافارتي في تبادل لاطلاق النار مع حامد وبمقتله استولى الثوار على البرج وحرروا نساؤهم وساقوا البقية اسرى .غير ان فرنسا لم تسكت على هذه الحادثة وحشدت حاميتها من قابس وطاردت فلول الثوار في الصحراء فقتلت في بئر الادنس حمد بن بلقاسم بن عبد الملك وبالطيب بن محمد بوعلي وبلقاسم عبد الرحيم بولوذان وسقط في معركة الصابرية علي الصيد جريحا باصابة بليغة في عينه حتى يئس رفاقه من شفائه وتركوه فقال تلك القصيدة التي رثى فيها نفسه ( غناها بوقنه انظر هنا ) كما قتل حمد بن مبروك كريم وعبدالله بن محمد العاتي وفي بئر بعجة القي القبض على الثائر عمر الدب الذي حمل الى البرج واعدم ذبحا في 27/06/1944وفي معركة بعجة الثانية يوم 2/08/1944 قتل الهادي بن عمر عبد الملك اخ حامد احد مهندسي عملية البرج ونجا منها الثائر المشهور بكونه قناص الفلاقة حمد الصغير بن بوبكر والمكي بن محمد بن حمد وابراهيم بن محمد ابراهيم شهر ولد منصورة والجريح علي الصيد الذي حمل على الجمال من طرف احد الرعاة وتم انقاذه.كما قتل علي جلاوط والمبروك جلاوط وبنسالم العذري وانتهت وقائع المعركة بالقبض على اخر فلولها وهو الطاهر بن عمر بن عبد الملك الذي قبض عليه في العاصمة بعد مشاركته الفعالة في المعركة وهروبه للعاصمة حيث يذكر المرزوقي انه اخفاه في نادي جمعية الكوكب التمثيلي لكن احد الوشاة اوقع به وتم جلبه الى دوز حيث اعدم امام الملأ سنة 1949.