mercredi 7 mai 2008

في معرض الكتاب: الشعراء الشعبيون يطالبون باعادة مصلحة الشعر الشعبي في وزارة الثقافة .

لا لتهميش شعرنا.. ونطالب بإعادة مصلحة الشعــر الشعبي في وزارة الثقافة والمحافظة على التراث

لئن كان هناك شبه اتفاق كلي على ان الدورة السادسة والعشرين لمعرض تونس الدولي للكتاب لم تحقق المرجو والمنتظر من حيث الاقبال على الكتاب نظرا لعديد الاعتبارات منها على وجه الخصوص ارتفاع الاسعار..
فانه في المقابل برزت هذه الدورة بعديد التظاهرات الثقافية التي شدت الانتباه وجلبت جمهورا غفيرا جاء ليكتشف ويستطلع ويتابع انشطة متعددة منها ما قدم لاول مرة ضمن برنامج هذا المعرض.
احتفاء بالشعر العامي
لعلها المرة الاولى في مسيرة معرض تونس الدولي للكتاب هذا «المؤتمر» الكبير للشعراء الشعبيين او اصحاب الشعر العامي الذين التقوا ليؤثثوا امسية اعتقد انها ستبقى راسخة في الذاكرة.. على اعتبار ما تضمنته من مضامين ومعاني ملتصقة بمشاعر اصحابها.. معبرة عن الهويات وملامسة لما تحمله في دواخل الروح من معاني ورومانسية وتعابير تنضح صدقا وصفاء ولقاء.
.. ولا غرابة ان يكون الشعر العامي جنسا ادبيا توثيقيا يكتب الواقع ويدون المواقف ويعبر عن مشاغل الانسان والامه واحلامه وطموحاته.
لقد عقد معرض تونس الدولي للكتاب «مؤتمرا» للاحتفاء بالشعر العامي.. فكان الحضور هاما ومتميزا للعديد من رموزه: بلقاسم عبد اللطيف وجابر المطيري، الفاهم سعيد، نجيب الذيبي محمد الغزال الكثيري. ام الخير العيساوي، الجليدي العويني.. وغيرهم كثير وجاء من مصر سيد حجاب.. وغنى في السهرة الفنان الصحراوي بلقاسم بوقنة ليؤكد ما يتوفر عليه المخزون الابداعي التونسي من ثراء في المعاني وصفاء في التعابير وعمق في المضامين..
لا لتهميش الشعر العامي
لئن عبر شعراء العامية عن سعادة قصوى بهذا الحضور في معرض تونس الدولي للكتاب فانهم في ذات الوقت طالبوا بصريح العبارة بضرورة «انصاف» هذه التعبيرة الادبية واعطاءها ما تستحق من عناية واهتمام.. فالشعر العامي بما يحمله من معان لابد ان يأخذ حظه الكامل من الاهتمام..
** يقول في هذا المجال الشاعر بلقاسم عبد اللطيف «ميزة الشعر الشعبي (العامي) انه شفوي.. فمتعة هذا الجنس الادبي تكمن في الانصات الجيد له.. وارى لازما التفكير في بعث مصلحة لتدوين هذا الابداع الشفوي على اعتبار انه ركن اساسي من ثقافتنا العربية.
** ويذهب الشاعر محمد الغزال الكثيري في ذات الاتجاه من خلال التأكيد والالحاح على ضرورة التدوين لهذا الجنس الادبي وهو ما يتيح الفرصة على حد تعبيره للنقاد لمزيد التعمق في دراسة هذه التعبيرة الادبية.
وقال محمد الغزال الكثيري: ان الشعر العامي جزء من هويتنا الثقافية.. ولئن تتوفر الساحة على 6 او 7 شعراء تمكنوا من اصدار دواوين شعرية فان البقية لا يتوفرون على الامكانات الضرورية لتدوين واصدار اشعارهم في دواوين... فانه من الضروري التفكير بجدية في مساعدة هؤلاء الشعراء لاجل حفظ اشعارهم من الاندثار..
** من ناحيته طالب الشاعر نجيب الذيبي بضرورة التفكير في التعاطي مع الشعر العام بأكثر جدية!!! بمعنى لابد من الترفيع في قيمة الجوائز المرصودة له في المهرجان الوطني للشعر الشعبي.. لانه من غير المعقول ان لا ترتقي الجوائز المرصودة لمسابقات هذا المهرجان الى مستوى ابداعات الشعراء.
** واعلن الشاعر جابر المطيري مساندته لما ذهب اليه نجيب الذيبي من ضرورة الترفيع في قيمة الجوائز المرصودة في مسابقات المهرجان الوطني للشعر الشعبي.. فلا مجال لتهميش هذا الجنس الادبي.. واضاف ان المشرفين على القطاع الثقافي مطالبين بالتعاطي مع الشعر العامي باهتمام كبير من خلال الترفيع في الحوافز المالية في الامسيات الشعرية..
** وطالب الشاعر الفاهم سعيد بضرورة احياء مصلحة الشعر الشعبي بوزارة الثقافة والمحافظة على التراث وهي المصلحة التي كانت تشرف على متابعة وتدوين الشعر العامي.. فقد كان يشرف عليها الشاعر الراحل محمد المرزوقي ثم كان الشاعر محي الدين خريف.. قبل ان تضمحل هذه المصلحة والتي اصبح امر بعثها من جديد امر هام وضروري.. وساند كل زملائه الشعراء من ضرورة التعاطي مع الشعر العامي بكل احترام وتقدير..
** واشارت الشاعرة ام الخير العيساوي انها تقدم اشعارها في الحفلات الخاصة وفي التظاهرات الوطنية.. وهي تعاني من قلة ذات اليد لتدوين واصدار شعرها في دواوين..
محسن بن أحمد

الصباح 6 ماي 2008