mercredi 22 octobre 2008

نصوص جديدة لجمال الصليعي : من عمل " عام خلاء جمنة"

عمل "عام خلاء جمنة" عمل من اعداد وتقديم جمال الصليعي والمخرج المسرحي المقيم بايطاليا الحافظ بن خليفة . عمل توثيقي تأريخي في قالب شعري بديكور مسرحي كبير قدم في ليالي رمضان الاخيرة بمدينة جمنة .


نص اول:

مابين بسمة فجرها

وسر النهارات البعيدة

آخر وصايا الصيف

فيضة سحابات الخريف الواعدة

وبروقها، ورعودها

جلوة خواطر ناسها، وافكارهم

ضحكة منادرهم، ليالي اعراسهم، مواسمها العنيدة

اصوات جايبها نسيم الليل، ومنور قناديله

خذتنا خطاوي فرحها

جينا، سبقنا حلمنا، كتبنا مواويله

كانت على المنبر، على فراش الورد

وردة، قمر ليل السهارى، تحياته، و مناديله

نشرت ظفايرها، هفاها الريح، غزلها على كيفه وعلى ميله

دقات القلب ضحكة عمرنا، سلاماته، ومراسيله

طلّت، شهق الفجر

ضحكت، تفايض نورها

كان تنحسب ياعمر

ماتجيش نقش سطورها

وكان تنجمع يا زهر

ماتجيب ريح عطورها

نص ثاني:

لا تغطي نور الكلام

ولا تطفي قناديله

مهما انخنق الحمام، وشرقت مواويله

الليل حده النهار

ملفجر يبدا رحيله

ارضي على كل ماصار

نفضت ظفاير شعرها

وهي....

هي وين مدت سدها، كبكب انهار

وهي وين نصبت قدها، اصفف الخير اسطار

وفي وين مدت يدها، نور البر ازهار

ركبت جناح الريح

بالعزم سارت خيلها

حس، وصهيل ايام

خضرا خطاوي كيلها

مدت حواشي طرفها

نور اجّلّى ليلها

وطافت على ليام

رويت وحدر سيلها

ورت نقيشة كفها

اخضارت سواكن عمرنا

جادت تكلم خيرها:

دفي حضنك هدي ودّه

ولمع الشوق فعيونك نصب قده

كتبنا بنبضنا اسمك

ورا الماضي، وعلى الحاضر، لغدوه الفارش جناحه

رفعناك، وتعلّينا

نقشنا الحنّة في كفوفك وطرّزنا على ثوبك

زرعناك، وسقيتينا

يافوحة عطرنا الغالي

يابستان الهوى النادي

ياشمعاته وتلاوينه

يازيتونة على كفّي

رواها جدي بعيونه

يانخلة، قدها عالي

وكفّ عروقها قلبي

بدقّاته وشرايينه

يابحر وموجه يعرفني

ومركب كفّه في كفّي

هدانا لحضنك المينا

حضناك، وحضنتينا ورفعناك وتعلينا

نص ثالث:

ومال منتصفا أوبــــــــــــعد منتصف
وأشعلت طلعة النـــــجوى حشا كلف
ومسّحت كفّ خزّاف على خــــــزف
تحنو على كبد مدّت على شــــــــغف
وطاب للصّمت أن يصغي لمعــترف
وكنت أبصر ملء الليل من ســـــدف

ومطلق الوقت يسري في دجى عكف

براق شكواي محمولا على كــــــتف

أو أسرجت جبلا،يا نار فانــــــكشفي

بنفحة من سلام النّار والـــــــــــكنف
فقد نسجت بأمن النّار مـــــــــــلتحفي

هناك إلاّ مطايا الخائف الـــــــــوجف

من الحمول فلم تأسف على ســــرف

من الموازين لم يدرك ولم يــــــــقف

لم تخطئ الأرض بل قسنا بـمنحرف

نحن اختلفنا على مـــــيزانها النّصف

وما قوانينها إلاّ علــــــــــــــــى كلف

والنّاس أكثرهم ساروا بلا هـــــــدف

مزالق الخطو أم حمّلتني صـــــــدفي

ظلّت تساق إلى مستوحش عــــصف

ألست تشهد كم سيقت إلى نــــــــشف

مهالك الورد،قل عذري ومــــنتصفي

أمالني عن سويّ الخطو للــــــــجنف

من المعاذير والأستار والـــــــسجف

الآن بيّن ما يحــــــــــويه من ضعف

أخشى كتابك،أخشى ماحوت صحف

جوارحي أنّ ما أمــــــــــــــليته تلفي

كحاطب اللّيل حـــــــــطّابا بلا هدف

مواطئ الصّبرها أمـــشي على نزف

وليس في مـــــــــائهم فضل لمغترف

وبالحيارى ارتباك الـــــعاجز العزف

والقاعدون على حـــــــالين من أسف

مستضعفون بلا جــــــــــهد ولا كلف

أعمى إلى زمن أغبى إلى جــــــرف

وربّما جاء أهلي في خطى صـــحفي

أنّ اليقـــــين على مرمى دجى صلف

مــــــطالع النّور من أوجاعك النّزف

يا تـــــــــاركي يوسفي نهبا لمختطف




ومرّ من ليله الحـــــــــــــــاني أوائله
وألبست صحوات الطـــــــين غفوتها وأسلمت جـيـــــــــدها أنثى لشاعرها
وأرسل الفجر قبل الفجر نسمــــــــته
وضمّ كلّ حبيب ضلع كـــــــــــــاتمه
وكنت أسمع في روحي مـــــواجدهم

لا أرض للأرض إذ لاخطو في قــدم

ترجّل الطين عن طيني ليرفـــــــعني

وأسرجت نار من نهوى على جــــبل

لعل جانب هذا الطور ينفحـــــــــــني

ما كنت أطمع أن يلقى إلى جــــــــبل

أنخت ثمّة رحلي حيث ما رحــــــلت

وضعت عن ظهر روحي ما تنوء به

وأربك العقل أن نودي إلـــــــــى أفق

كنّا نقيس بما في الأرض من حــسب

لربّما صدقت، بل إنّها صــــــــــدقت

فالأرض مذ دحيت قالت مـــــعارفها

والكون أجمعه ماض إلى هــــــــدف

يا كاتب الخطو هل دربي يشــاركني

اعذر غيابي ترفّق بي فراحــــــــلتي

لا،لا تقل إنّني كنت الــــــــــدّليل لها

لو كنت قائدها، هل كنت مـــــوردها

لعلّني كنت معذورا وبي ســــــــــبب

لا تتّهم عنكبوت القول أن نــــــسجت

كان النّسيج بخيط النّاس مـــــــنسجه

لا تكتب الآن،يكفي ما كتبت غــــــدا

أنا الذي كنت أملي،كيف ما فطــــنت

وحدي أنا كنت دون النّاس مرتــــبكا

يا شوك دربي لقد أدميت من حلـــمي

غادرت(مدين)يستعلي العتاة بـــــــها

بالقابضين على ماء المنى صـــــلف

ضعاف مدين والعطشى ومن غــفلوا

لا نارفي يدهم،لا ماء في غــــــــدهم

يقودهم زمن أعشى إلى زمـــــــــــن

غادرتهم،وجراري نصف فـــــارغة

غادرتهم ومحكّ الرّيب علّـــــــــمني

فاقبض من الآن في يمناك ما بــعثت

وقل بريء أنا من أمر يـــــــــوسفكم