jeudi 27 décembre 2007

مهرجان دوز..40 سنة من الخواء الثقافي


مهرجان عيد الجمل كما كان يسمى عند اهلنا او مهرجان الصحراء كما صار يسمى منذ ان تبنته وزارة الثقافة منذ اربعين سنة .وكان المراد منه المحافظة على المخزون التراثي لسكان الصحراء غير ان هذا المقصد بات اليوم ابعد ما يكون عن ما يحققه المهرجان الذي تحول الى مجرد ديكور هزلي للضحك على الذقون .فهذه الاحتفالية السنوية تحولت خاصة منذ تدويلها الى منصب سياسي اكثر منها منبرا اعلاميا وثقافيا وصارت لجنة التنظيم تنتقى بالوراثة والوصاية والتزكية السياسية وعادة لا نميز بين لجنة التنظيم واللجنة الثقافية المحلية فالوجوه نفسها والبرامج ذاتها .هذا اضافة للخبطة التي يراها الزائر كل سنة وبنفس الكيفية لتنظيم فقرات المهرجان او حتى في استقبال الضيوف الذين يتم توزيعهم على نزل الجهة حسب المثل : "شوف الوجوه وفرق اللحم" فالذي لاعلاقة له بالثقافة او المهرجان ينزل المنزلة الحسنة هو وعائلته في افخر النزل لانه على علاقة خاصة باحد مسؤولي ادارة التنظيم والمستدعى رسميا للنشاط من شعراء او فرق تمثل بعض الدول الشقيقة يرمى بها في نزل غير مصنفة ومن دون حتى دليل سياحي او مرشد ( وانا لا القي الكلام على عواهنه وانما لي شواهد كثيرة على ذلك ليس المجال لذكرها ) بل ان سوء التنظيم واللخبطة بدت واضحة حتى مع فرق الجهة التي تعتبر منذ وقت شريكا في اعداد وتنظيم المهرجان مثل فرقة بلدية دوز للتمثيل التي صارت تمتنع عن المشاركة في فعاليات المهرجان لاسباب عديدة قد ياتي الوقت للحديث عنها في مجالات اخرى .
والادهى من هذا كله ولعله بنظري الاخطر ان مهرجانا له من العمر اكثر من قرن ( اذ ان دراسات اعدها بعض طلبة التنشيط الثقافي ببئر الباي دلت ان المهرجان بدا فعلا منذ سنة 1904 ) لا نجد له ارشيفا ولا مقرا .فالارشيف تحول الى ملكية خاصة عند بعض رؤساء المهرجان القدامى والمعروفين في دوز وقد روى لي بعض طلبة بئر الباي ما وجدوه من صعوبات للبحث في ارشيف المهرجان للوصول الى وثيقة ما يحوز عليها فلان الفلاني يمنع حتى من تصويرها في بعض الاحيان .ولم نسمع منذ وعينا على الدنيا جلسة لتقييم فعاليات دورة فائتة او تدارس اخطاء او الاتعاض بتجارب دورات سابقة .وحتى عم صالح الصويعي الفنان التشكيلي المعروف والذي ابدع في تنظيم واخراج مهرجانات عملاقة كمهرجان اوسو وتونس 3000 سنة لم يعطى الفرصة لتنظيم واخراج دورة واحدة للمهرجان والسبب واضح ومعروف للجميع .وهو ان الفعل الثقافي يرتهن الى ولاءات وحسابات سياسية لا علاقة لها بالابداع الثقافي .
واذكر اني كنت من بين ثلة من الغيورين على هذا التراث الذين طرحوا على سي صالح الصويعي تكوين جمعية ثقافية تعنى بالمحافظة على تراث المنطقة وارشيف مهرجانها وكنا على وشك الانتهاء من صياغة القانون الاساسي حين فوجئنا بان جمعية مماثلة قد قدمت فعلا ملفها القانوني ولم نسمع لليوم شيئا عن نشاط هذه الجمعية التي من المفروض ان تسند عمل المهرجان وتكون هي المنظم الفعلي للمهرجان .
اما ان يظل المهرجان مجرد مشهد يخلو من اي محتوى ثقافي ( حتى ان وزارة الثقافة هذه السنة لم تفرج عن معلقة الاعلان آفيش الا قبل يومين من انطلاق فعالياته بتعلة عدم الاتفاق على الداعم الرسمي للمهرجان -السبونسور-) فهل يحتاج مثل مهرجان دوز الى ممول اليس الاجدى ان يكون هو ذاته مؤسسة قائمة الذات لها روافد يعم خيرها على البلاد والعباد ؟؟؟؟؟؟؟