vendredi 20 mars 2009

الشاعر ايوب لسود المرزوقي : خطاف الشعر يخطفه القفص الذهبي



"ان خطافا واحدا لا يصنع قدوم الربيع " هكذا تحدث ارسطو عن السعادة ونحن نقول ان خطافا واحدا قد يصنع ربيع "الشعرالشعبي التجديدي"خاصة وان عصفورنا المغرد اختار فصل الربيع ليحبس نفسه في قفص ذهبي نريده ان يكون قفص السعادة الذهبي وقفص الابداع المجدد وهو الذي ثار على المعجم الشعري الشعبي السائد ..انه ايوب لسود المرزوقي الذي يستعد لزفافه ايام 23/24/25 مارس ..واذ نتمنى له حياة زوجية سعيده فاننا نتطلع بعيون الامل لقادم ابداعي اجمل ...

وبالمناسبة نقدم للجمهور اخر ابداعاته :


قصيد المهرجان الذي اسال الكثير من الحبر : مش ملح


وقصيد حديث : ماريت


samedi 14 mars 2009

نماذج من الحكاية الشعبية : الجزء 4

حكاية سبعة صبايا في قصبايا - حسب الرواية الحضرية - من الشمال التونسي.

قالك يا سيدي على هاك الراجل عندو سبعة صبايا امهم ميتة وكان هو بوهم وهو امهم وكان هو يموت عليهم .جا وقت الحج شوق وحب يقصد ربي ويمشي يزمزم قال "اش نعمل ؟نخلي هاك السبعة صبايا وحدهم وبره".شرالهم اش يكفيهم عام كامل ما يقول الفم واللسان :زيت سميد ,كسكسي ,سكر, افاح, وصى عليهم كليب كان عندو .وصاهم ما يحلوا باب الدار لحتى حد وجدر عليهم الباب ومشى على روحو .سمع الغول بها السبعة صبايا وحدهم وحب ياكلهم في الليل شد ثنية دارهم ومشالهم فرحان وهو يغني ويقول :"سبعة صبايا في قصبايا يطيح الليل وناكلهم ".واذا بهاك الكلب يجاوبو :"سيدي وصاني عليهم والله ما تذوقهم ".هرب يجري خايف من الكلب يبكي ويقول:"يا شلالي على ركبي يا نبيح الكلب علي".من غدويكة لبس حايك وتنكر وعمل نفسو خالتهم .حضر شقالة معبية بالعصيدة الهايلة ومشالهم .دق الباب عليهم ما باوش يحلولو .بدا يلحلح ويقول :"يا ناري انا خالتكم كيفاش تقعدو وحدكم هاني اش كتب من ربي كيف سمعت بيكم وحدكم .عيب تردو علي.بوكم صعيب حبيت نجي البارح نبات بحذاكم نونسكم ياخي الكلب بهز علي وقطع لي حايكي الجديد" ايه يا سيدي حلولها دخلت عطاطهم هاك الشقالة كلاو واستكثروا خيرها وقالولها :"باش ترجع تبات بحذانا تونسنا" شرطت عليهم يرتاحو من الكلب متاعهم .قالولها:"باهي" .لكن الصغيرة فيهم بدات تقوللهم "ردوا بالكم ما هياش خالتنا ما عندناش خالة عمرنا ما سمعنا بيها".ما سمعوش كلامها وضربوها وقرصوها .وفي الليل داروا على الكلب ذبحوه ورماوه في الشارع واستناو خالتهم.
والغول من جيهتو خرج وبدا يقول :"سبعة صبايا في قصبايا يطيح الليل وناكلهم".وهاك الكيب الميت الملوح في الشارع تحرك وجاوبو :"سيدي وصاني عليهم والله ما تذوقهم" هرب الغول يجري ويقول :"يا شلالي على ركبي يا نبيح الكلب علي".من غدويكة الصباح رجع لهاك الصباية وقال :"لا يلزم تحرقوه الكلب" حرقوه لكن البنية خبات وذنيه وفي الليل هو جايهم ويقول كيف العادة :"سبعة صبايا في قصبايا يطيح الليل وناكلهم" وصوت طلع من هاك الرماد يقول :"سيدي وصاني عليهم والله ما تذوقهم".هرب الغول يعيط ويقول :"يا شلالي على ركبي يا نبيح الكلب علي".ورجعلهم من غدوة الصباح وطلبهم يرميو الرماد في البير .لكن ديمة كل ليلة الصوت يجاوبو من البير :"سيدي وصاني عليهم والله ما تذوقهم".رجع البو من الحج دخل فرحوا بيه نشدهم على الكليب قاتلو البنية الصغيرة وحكاتلو الحكاية متاع خالتهم فهم الهدرة وقاللهم :"ما عندكمش خالة هذا غول توة نوريكم فيه".وفي الحين مشى حفر حفرة زرداب كبير قدام الدار وعباه بالنار وغطاه بحصيرة ورد عليها التراب باش ما تظهرش .الليل طاح والغول جا كالعادة يعيط :"سبعة صبايا في قصبايا يطيح الليل وناكلهم" الكلب ما نبحش نقز على الباب يكسرو وتعدى على الزرداب طاح مات .وهكاكة الكليب ولو مات نجى السبعة صبايا .

وهذه حكاية الصرار والنملة ل لافونتان عربها شعرا الاستاذ الحمروني الحمروني على هامش ندوة التجديد في الشعر الشعبي بصوته :

mardi 10 mars 2009

الحكاية الشعبية :الجزء3

مداخل لقراءة الحكاية الشعبية :

بما ان الحكاية شانها شان اي تعبيرة ثقافية اخرى هي وليدة بيئتها فإن اي قراءة قد لاتخرج عن سياق المنهج السوسيولوجي او الانتربولوجي لهذه المدونات الشفوية فلكل رمز في الحكاية دلالته ولكل شخوصها معاني اجتماعية تنغرس في مضارب تلك الثقافة التي منها اخذت وخذ لك امثلة :


صورة المراة /الجسد المأكول :

تجدها في كل الحكايات تقريبا بنفس الصورة وان تبدلت شخوصها ورموزها باعتبار ان مرجع الحكاية مجتمعا رجوليا /عربيا ضاربا في القدم فالغول في حكاية سبع صبايا هو الرجل /الوحش /الفحل الذي ينقض لافتراس جسد انثوي ضعيف ليس له سند اجتماعي /عائلي فالرجل /الاب تضطره ظروف السفر /العمرة لترك بناته من دون ولي امر ( الرجال قوامون على النساء) فيعمد الى سجنهن داخل البيت ( السجن للجسد الضعيف المعرض للافتراس في عالم الغاب ) ويحذرهن من الغول الذي قد يعمد الى مغالطتهن لافتراسهن وفي ذلك تنبيه للحذر من الرجل وفي نفس الوقت الاعتماد عليه للبقاء على قيد الحياة . واحيانا اخرى تظهر صورة الرجل /الوحش في شكل الذئب كما في حكاية الارنب والذئب او الذئب والعنزات او حتى في ليلى والذئب (ذات الطرطور الاحمر) والافتراس ليس له الا مدلول ايحائي واحد في هذه الحكايات هو الاكل الرمزي والذي قد يظهر بصور اخرى اكثر وضوحا في حكايات اخرى .


الجنس المدنس :

تظهر صورة الجنس دوما كما لو كان خطيئة - خارج سياق المؤسسة الرسمية اي الزواج- ولكن مع ذلك تظهر صورة الرجل دوما بذات الصورة الانسان /الوحش الذي يريد فريسته باي صورة ( في حكاية اليداس) او الملك النبيل الذي يملك المال ويطلب النساء ( انظر في الف ليلة وليلة مثلا حكاية الملك مع زوجة وزيره ) او صورة الانسان الشبقي الذي يطلب النساء لمجرد الرغبة والمتعة وهو لا يتوانى في ذلك على توسل كل الحيل للايقاع بفرائسه ( عن طريق امراة عجوز شمطاء من نفس جنسهن - انظر حكايات عن كيد النساء مثلا حكاية العزوزة والشيطان التي اوردها الجويلي).


صورة الام/الرسولة :

تاخذ صورة الام بخلاف صورة الاب او الاخ دوما صورة جميلة المراة الحنون لذا يعطيها الجويلي صفة "الام الرسولة "اذ ترتقي الحكاية في صورة الام بالمراة من مراتب الشهوة الى مراتب النبوة فتلبس صورة العذراء الطاهرة ( مريم العذراء) اذ هي التي منها كان الخلق واليها يعود (الجنة تحت اقدام الامهات) فهي التي تستكين اليها المراة /الجسد (الطفلة) وتاخذ بنصائحها وتعمل بها ولا تفتح بابها الا لها ( لذا قد يظهر لها الشر الا في شكل امراة عجوز لتثق بها كما في حكاية الشيطان والعجوز ) .ولكن غالبا هي محل ثقة وسكن.

- يتبع -

lundi 9 mars 2009

الحكاية الشعبية : الجزء2

غير انه يجب علينا تبين الفرق بين الحكاية والخرافة والاسطورة مع ان بنيتها الحكائية واحدة وهي اختلاق البديع والعجيب واللاواقعي .فالخرافة هي ضرب من الفنطازيا تنحو الى تغليب الجانب العجائبي واللاواقعي لتلبسه ثوبا واقعيا لذا لا تكون للخرافة من وظيفة غير الوظيفة التفسيرية شانها شان الاسطورة التي تتميز عن ذلك بلغتها الخاصة التي تجعلها تتكلم بلسان الالهة تلبس شخوصها لبوس القداسة والشرف وتعبر عن ثقافة مجموعة ما شان مادونه هوميروس في الالياذة والاوديسة او اساطير اهل الكهف والخلق وبدا الحياة وهي اساطير دونت كتب الحكمة الاولى حتى اعتبرها ارسطو "ضربا من حب الحكمة " ويعني تفلسفا ( لان التفلسف يونانيا يعني محبة الحكمة) فهي محاولات لتفسير العالم وبداية الانسان. اما الحكاية فهي نوع اخر مختلف تماما فهي تعالج هموم الانسان اليومية ومشاغله باسلوب اكثر واقعية وان لبست لبوسا عجائبيا او غرائبيا فهو لا يخرج عن سياق البديع اللفظي والمحكي الذي تتطلبه الحكاية كدهاء المراة العجوز ( عزوزة الستوت) او غيرة الاخوات من اختهن الصغرى او حقد زوجة الاب على الابناء او الامانة والصدق ومكر النساء ... لذلك تقدم الحكاية الشعبية وظائفا عديدة يمكن اجمالها حسب الجويلي في ما يلي :
* الوظيفة النفسية : اذ تقدم صورة عالم الخيال والفنطازيا فان الحكاية تعمل على نحت شخصية الطفل بتشكيل جانب كبير من لاوعيه فيسقط ما بداخله على احداث واشخاص الحكايات التي يسمعها ويتقمص بعضها وربما كبت مشاهد ارعبته فحلم بها او سعى الى تجسيدها في الواقع في العابه اليومية كأن يعمد الى اخافة اخوته مقلدا مثلا صورة الغول في "حكاية سبعة صبايا " بترديده جملة الغول الشهيرة "سبعة صبايا في قصبايا يطيح الليل وناكلهم " او في حكاية ابن ادم ترديد الجملة " رد بالك تظهر ابن ادم تقعد على فعلك نادم " ( سنحاول تقديم بعض الحكايات - ما كنا نسميه بالدارجة خرّاف- في تدوينة خاصة كمثل على ما نقول ) . فتظهر هذه الحكايات اول نافذة للطفل على العالم الحارجي وعلى قيم هذا العالم الذي سيطالب لاحقا بالامتثال لها كشرط للانخراط والاندماج الاجتماعي .
* الوظيفة التربوية : لا نعدم وسيلة لبيان ما تلعبه الحكاية من دور تربوي تعمل على نحت كيان الطفل في مجتمع له قيمه ومبادؤه فتصبح هذه الحكايات اول ما يعرفنا معنى الشر وواجب التنبه له وقيم الخير وواجب الدفاع عنه ونبذ الخبث والحقد والمكائد والكسل والحث على العمل والاجتهاد والاصغاء لنصائح الوالدين وحبهم وتعليم البنت معاني الحفاظ على العرض والولد معاني الشجاعة والذكاء ( في حكايات علي بالسلطان واليداس والعزوزة والشيطان ووديعة اللي متلفة السبيعة وابن ادم وهي تتقارب في مضمونها من حكايات عالمية تفتحت نفوسنا عليها مثل ذات الطرطور الاحمر او النملة والصرار او العنزات والذئب ...) .
الوظيفة الترفيهية : كل حكاية تحمل جانبا من المتعة يعيشها المتلقي وهو يحلق بخياله في اجواء تنسيه هموم الواقع الاسن .ترفيه في ظاهره لا يخلو من مقاصد تعليمية نبيلة في باطنه كما سبق ..حتى ان المتلقي كان يصغي بشغف كبير للحكاية على ان لاتعكرها ايه انقطاعات واسلوب الراوي قد يزيد المتعة والتشويق كما ان زمن الحكي الذي عادة ما يكون بالليل يزيد المستمع شوقا في لحظة يحتاج فيها الذهن الى جموح الخيال قبل ان يستسلم لعالم الخيال الحقيقي في النوم بل ربما هي حاجة نفسية لتنقية الذهن من شوائب يوم كامل قبل ان يخلد للراحة او ربما قد نفسر هذا الشوق بالرغبة في متعة الطفولة ذاتها اليس الكبير الذي يروي الحكاية ويحفظها وينقلها او الذي يسمعها هل تعبير نفسي عن رغبة في العودة للطفولة التي لاتعود ( انظر تفسيرات فرويد للاحلام وماركس للفن) .

يتبع

mercredi 4 mars 2009

بلاغ بخصوص المشاركة في المهرجان الوطني للشعر الشعبي بالقصرين

وردني البلاغ التالي بخصوص المشاركة في المهرجان الوطني للشعر الشعبي بالقصرين أورده كما هو :


------------------------------------------

الجمهورية التونسية

وزارة الثقافة والمحافظة على التراث

المندوبية الجهوية بالقصرين

المهرجان الوطني للشعر الشعبي الدورة 41 .

تعتزم المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بالقصرين تنظيم الدورة الواحدة والاربعين للمهرجان الوطني للشعر الشعبي

ايام 15-16-17 ماي 2009

تحت محور

تراثنا :كنوز رائدة واستثمارات واعدة

وعليه فإن جميع الشعراء الشعبيين مدعوون للمشاركة في عكاظية المهرجان على أن تكون قصائدهم متضمنة للمحور المذكور .

كيفية المشاركة :

يرسل كل شاعر راغب في المشاركة ما يلي :

1. القصيد الرئيسي في ثلاثة نظائر بخط واضح ومشكول .

2. قصيدا ثانيا حرا في ثلاثة نظائر بخط واضح ومشكول

3. ظرفان متنبران يحملان العنوان بكل دقة ورقم الهاتف .

4. نسخة من بطاقة التعريف الوطنية .

الى العنوان التالي :المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بالقصرين ( المهرجان الوطني للشعر الشعبي الدورة 41) 1219 بالقصرين وتؤكد المندوبية على ان كل مشاركة لا تحترم الشروط المذكورة اعلاه تعتبر ملغاة.

حدد اخر اجل لقبول المشاركات ليوم 20 افريل 2009 .

dimanche 1 mars 2009

الحكاية الشعبية - الجزء الاول

الحكاية الشعبية

من الموروث الشفوي الذي يجب الاهتمام به وايلائه كل الأهمية لا فقط تجميعا بل أيضا دراسة وتقييما هو الحكاية الشعبية .ونعني بالحكاية تلك القصص والروايات الشفوية التي كانت جداتنا تسردها لنا أما لتشدنا للنوم حين لم يكن هناك تلفاز ولا حاسوب ولا حتى أدوات لعب نتلهى بها وإما لموعظة او حكمة تريد تربيتنا عليها ..غيران المتخصصين في هذه المسالة "اعدم من الكبريت الأحمر " في زماننا .وكدت اجزم بغيابهم لولا أني عثرت صدفة في معرض للكتاب عن كتاب للأستاذ جلال الربعي يقدم فيه أعمال الأستاذ محمد الجويلي( صديقي أيام الجامعة) بعنوان "قراءات انثربولوجية :دراسة في كتابات الدكتور محمد الجويلي" صدر عن دار مكتبة علاء الدين بصفاقس سنة 2008.واكتشفت أنّ للجويلي همّا انثربولوجيا بهذا المشغل لا مجرد بحث أكاديمي نذكر منها خاصة :

· الأم الرسولة :رسالة الأم في الحكاية الشعبية التونسية قراءات انتربولوجية نفسية "صادر عن مطبعة قرطاج تونس 2007.

· البطل في الإسلام الشعبي :مثال علي بن أبي طالب في الثقافة الشفوية التونسية قراءة انتربولوجية .مطبعة قرطاج تونس 2007 .

· انتربولوجيا الحكاية :دراسة انتربولوجية في حكايات شعبية تونسية .مطبعة تونس قرطاج 2002.

· الزعيم السياسي في المخيال الإسلامي بين المقدس والمدنس .دار سراس للنشر 1992.

اعتمد فيه الباحث توظيف موروثه الشفوي من حكايات الجدة بأسلوب علمي دقيق وشيق .لذا ارتأيت أن أقدم بعض ما توصل له من تحديدات علمية مطعمة ببعض الأمثلة للحكايات التي تربينا عليها .

مفهوم الحكاية الشعبية :

بعض الموسوعات العلمية – مثل موسوعة انكارتا الرقمية ENCARTA - ذهبت إلى أن الحكاية الشعبية تعني مختلف أنماط القول الحاملة أو الناقلة للفكر سواء عن طريق اللفظ (الشفوي) أو الخط( المكتوب).بينما تذهب الموسوعة الكونية Encyclǽpedia universalis -إلى اعتبار أن الحكاية الشعبية تتحدد ب "الشفوية والثبات النسبي في بنيتها وأخيرا بقيامها على التخيل " .فما نعنيه بالحكاية الشعبية إذن كل أنماط القول من حكي وأسطورة ونادرة وقصائد مغناة وخرافات والحكايات الممثلة بالحيوان والتي كانت أساسا تنتقل انتقالا شفويا "من الفم إلى الإذن " والتي تقوم في بنائها القصصي على الخيال fiction والعجيب merveilleux و الخارق fantaisie و والميثولوجي و اللامعقول irrationnel والمعقول plausible أحيانا أخرى .

ولعلنا لا نختلف ان نحن اعتبرنا الحكاية الشعبية في شكلها المكتوب الرسمي قد مثلته حكايات شهرزاد في "الف ليلة وليلة " ونصائح بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك في "كليلة ودمنة " وربما ايضا في "رسائل الجاحظ" و "رسالة الغفران " للمعري وسيرة ابن هشام ..وصولا ربما الى سيرة الجازية الهلالية كما رواها وقدمها محمد المرزوقي .. علما وان هذه الحكاية تروى من السلف الى الخلف مشافهة قد لاتصل ابدا بنفس الصورة الاولى فهناك دائما الراوي او من نسميه في لهجتنا "الفداوي " الذي يتحكم في بنية الحكاية وفق مقتضيات المجتمع الذي يعيشه ووفق مقتضيات بناء الحكاية ( مثلا يورد الجويلي حكاية سبع صبايا في قصباية بطريقتين مختلفتين تماما واحدة يرددها اهل الجنوب والاخرى لاهل الشمال في تونس ) فالراوي هو مركز الرواية ومصدرها بعد ان نكون نسينا مصرها الاول – لان اغلب الروايات او الحكايات مجهولة المصدر ولا يعرف لها قائل حتى اننا نعتبر الى اليوم جداتنا مصدر هذه الروايات التي نحفظها منذ الصغر( وهو ما يذكره الجويلي في اغلب رواياته للحكاية عن جدته ) . فالحكاية الشعبية اذن بهذا المعنى هي من "الأدب الحي و المتحرك " حسب عبارة Bernadette Bricout في الموسوعة الكونية . مع ان بها عناصر ثابتة او شبه ثابتة في كل الاجيال او حتى على اختلاف المجتمعات خاصة تلك التي تحمل ذات الموروث مثل المجتمع العربي ( مثل حكايات علي بن السلطان وراس الغول التي تروى في اكثر من جهة عربية او بطولات سيدنا علي بن ابي طالب وسيفه المفروق ذو الفقار او ذو الذوأبتين ).

ويمكن تصنيف الحكاية الشعبية الى :

· حكايات الحيوان

· الحكايات العجيبة او الدينية

· حكايات الهزل

- يتبع -