lundi 1 octobre 2007

شهادات من تاريخ النضال الوطني :كتاب ( بني خدّاش و جيرانها عبر الحركات النضالية)


كتاب ( بني خدّاش و جيرانها عبر الحركات النضالية)
للكاتب : عمار السوفي .

ملخص بعض فصول من الكتاب :

الفصل الخامس: النشاط الوطني للحوايا خارج منطقة بني خداش:
بطلب من الحزب الدستوري سنة 1953م سافر القا ئد مصباح جربوع إلى طرابلس لتخفيف حدة التوتر في الجنوب التونسي. و لكن رجلا مثل مصباح لا يمكن أن يبقى مكتوف الأيدي و هو البطل الذي اكتسب خبرة كبيرة في حرب العصابات . و لذلك نجد مصباح جربوع يشارك ، صحبة إخوانه من قادة المناطق الأخرى للجنوب كالطاهر والساسي الأسود و لزهر الشرايطي و المهذبي في معركة جبل بوهدمة ، و هناك التقى مصباح بثوار آخرين من الحوايا كانت انطلاقتهم من الشمال الغربي حيث شاركوا في مجموعة ثوار المحجوب بن علي بجبال نفزة و جبال خمير وهم الطاهر بن يحي المهداوي و عبدالكريم المحضاوي و عمر بن عبدالله الجباهي و عبدالله الشاوش الجباهي و سالم الجباهي شهر الورغمي نسبة لسكان الجنوب الشرقي شهيد معركة جبل(برقو).

و شارك مناضلون من الحوايا في منظمة السود الإحدى عشر، و هي منطمة تعمل ضد الخونة و عملاء المستعمر. و من بين هؤلاء السود الإحدى عشر نجد ثلاثة من الحوايا و هم أحمد بن بلقاسم الزموري و عمر بن عيسى المسعودي المحضاوي و مبروك الكمنتر.
و من أبرز العمليات الفدائية التي قام بها السّود الحوايا قتلهم لرئيس جريدة النهضة الشاذلي القسطلي الذي رشح نفسه للإنتخابات البلدية التي قاطعها التونسيون ، فكمن له عمر المسعودي و أحمد الزموري و أطلقا عليه النار فهوى صريعا، و لاذ الفدائيان بالفرار فاختفيا بوكالة الغرابلية الكائنة بسوق اللفة عند مؤجريها من المكارزة أصيلي بني خدّاش.
و شارك الحوايا في معارك الجلاء، التي بدأت بأحداث 1جوان 1957م. و من هذه المعارك الشهيرة معركة رمادة 1958م، التي انبرى فيها القائد مصباح جربوع يختار من المتطوعين من تُرضيه صحبتهم في مثل هذه المهمات الصعبة. و في هذه المعركة استشهد البطل مصباح جربوع و لكن لم يعلن عن استشهاده إلاّ في غمرة الإحتفالات بالجلاء و بعد أكثر من شهر أي يوم الخميس 26 جوان 1958م مما أثار بعض الشكوك و الرّيبة حول ظروف استشهاده والجهات المسؤولة عن ذلك و هل هنالك من له مصلحة في الخلاص منه؟ و هل فعلا أصيب إثر الغارة الجويّة؟
و لقد حضر السيد عبدالله فرحات موكب تشييع جثمان شهيد الوطن مُوفدا من قبل رئيس الدولة ، كما حضرها السيد الطيب المهيري كاتب الدولة للداخلية و السيد عبدالمجيد شاكر مدير الديوان السياسي و السيد محمد الأمين والي مدنين و السيد محمد الماطري والي قابس. و لقد بعث خبر استشهاد المجاهد مصباح جربوع موجة من الحزن و الأسى و الغضب داخل بلدة بني خدّاش و خارجها و في ذلك قال الشاعر ضو الأبيض مرثيته للفقيد، ومنها نقتطف : نهاراللجت وفايته مقريّة التلفون خبّر و الكلام انشا د
و جاء لبني خدّاش تل ضيق عشية و من الحوايا اصّنتوه أفراد
بكت النساء و الرجال و الذرية حتى صغير السنّ كيف انزاد
على قايد الثوار و الوطنية نهار الخميس كبّوا عليه الحاد.

كما كان لأهالي بني خداش مساهمة في معركة الجلاء عن بنزرت، و في هذه المعركة استشهد من الحوايا عبدالله بن سالم الميساوي البوعبيدي. و في يوم المعركة التجأ عدد غفير من رجال الحرس و الجيش التونسي إلى منزل المناضل عبدالحميد بن عبدالله الزموري فأخفاهم في بيته ، و لقد ذكر الرئيس بورقيبه دوره الوطني في معركة الجلاء و أثنى عليه .

الفصل السادس: البعد المغاربي و العربي لثورة الحوايا:

كانت لبني خداش علاقات تجارية متينة بقبائل سوف الجزائرية. و كانت معبرا للحجاج القاصدين بيت الله الحرام من الجزائريين و المغاربة عبر الصحراء. و كانت للحوايا مساهمة فعالة في ثورة قبائل الجنوب سنتي 1914ـ1915م حين انضمت قبيلة الودارنة معززة بعناصر من الحوايا و بني زيد والمرازيق إلى ثورة المجاهد الكبير خليفة بن عسكر النالوتي بالتراب الليبي.
و من الحوايا أرسلت بعثات للتدريب على حرب العصابات على ثلاث دفعات ابتداء من 1953م ،و ذكر الكاتب عشرين اسما. و تحدث الكاتب عن رحلة هؤلاء المتطوعين إلى ليبيا ثم مصر و كيف تمت ، و عن نوعية التدريبات، و عن كيفية العودة من مصر ، و عن الدور المصري الليبي في دعم الثورة بالسلاح، و عن الدعم الإعلامي المصري لثورة (1952ـ 1954م).و تحدث الكاتب عن و قائع نضالية شاركت فيها عناصر مغاربية مجاهدة على أرض الحوايا ، كمعركة (إرنيان) يوم11سبتمبر1954 ومعركة الحشانة و غيرها من المعارك و خاصة فيما يسمى بمعارك حرب التحرير التي كان على رأسها الزعيم صالح بن يوسف.وشارك الحوايا ، أيضا، في الثورة الجزائرية ، و نجد من بين هؤلاء الطاهر بن يحي المهداوي ، و قد كان هذا الأخير على علاقة بأحمد بن بلة و أولاد باللاغة بتلمسان الذين اساضافوه سنة 1982م اعترافا بجميله على الثورة الجزائرية.كما شارك من الحوايا في الثورة الجزائرية عبدالرحمان لجنف المهداوي. فثورة الحوايا لم تكن متعوقعة على نفسها ن بل ربطت علاقات داخل الوطن و خارجه.


الفصل العاشر: موقف أنصار اليوسفية ببني خدّاش:

لقد أظهر مصباح جربوع و لاءه التام للديوان السياسي أي لبورقيبه ، و أيده في ذلك أخوه علي جربوع و ضو الحرابي من الثوار. و كذلك أستطيع أن أؤكد أن امحمد السنوسي المسؤول عن الشباب الدستوري في أول شعبة تأسست في بني خدّاش كان من أنصار بورقيبة وقد انخرط بعد الإستقلال في سلك الحرس الوطني ، و قد وسمه هذا الأخير ، و قد استقيت ذلك من عائلة الفقيد ، إذ أني أعرف كل أفراد عائلة السنوسي ، فبورقيبة لا يطيق أن يفعل ذلك إلا مع شخص مُوال له و نفس الشيء بالنسبة للمناضل أحمد لخزوري من عرش الزمامرة، قد وسمه بورقيبه بعد الإستقلال، و اشتغل في الشرطة التونسية ، فقد كان بورقيبيا ، و اعرف ذلك جيّدا بحكم صداقتي للعائلة، و قد زرت أرملته و أبناءه في الصائفة الفارطة.
أمّا بقية الثوار فكانوا إلى جانب محمد بن ضو البوبكري الذي أعلن منذ ظهور الخلاف تأييده لصالح بن يوسف و كان إلى جانبه القائد محمد قرفة و علي بن أحمد المهداوي و عبدالستار عاشور، فاغلب ثوار (1952ـ 1954) انحازوا إلى ما يعرف بالأمانة العامة و خاصة أولئك الذين تدربوا في المعسكرات الليبية و المصرية .
تحدث عن بداية المواجهات بين اليوسفيين و البورقبيين،و عن تكوين جيش التحرير، و قد كان المجاهد محمد قرفة قائدا لفرقة الحوايا في جيش التحرير، و عدد لنا معارك جيش التحرير و التي اندلعت أغلبها على أرض بني خدّاش. ففي أوائل شهر مارس 1956م أخذت القوّات المؤلفة لجيش التحرير الموالي لصالح بن يوسف تتجمع ببني خداش قادمة من كل مناطق ولاية مدنين ، كما وفدت على المنطقة جموع من ثوار اليوسفية من منطقة مطماطة. و يوم 4مارس 1956م
و قع أوّل اجتماع بقصر (الخراشفة ) ضمّ 388 ثائرا من ثوار الجنوب الشرقي معهم ثلاث ثوار جزائريين وآخر مغربي. و من هؤلاء الثوار ذكر اسم الثائر الجزائري الحاج بلقاسم قمع الذي جلب سلاح الهاون من مصر . و من معارك جيش التحرير ، معركة( أخشيم الكلب ) ليلة 11مارس 1956م، و معركة العشرات قرب قصر الجراء يوم 13مارس 1956م، و معركة غار الجاني بين بني خداش و غمراسن يوم 14مارس 1956م ، و معركة (وارججين) 14 مارس 1956م،و معركة (مورو) يوم 15 مارس1956م في تطاوين، و معركة ( مقر و مسالخ) يوم 17 مارس 1956م بقيادة محمد قرفة و علي بن عمار المحضاوي، و معركة ( سيدي أسطوط)يوم 18مارس 1956م، و معركة (الحشانة، أثمان و البرازلية)يوم 8 أفريل 1956م، و معركة (جبل مغطى) 16 جوان 1956م.
و في صائفة 1956م ألقي القبض على محمد قرفة ، و سجن بمطماطة، و لكنه بطريقة ذكية و غريبة تمكن من الفرار، و لكن القائد ألقي عليه القبض من جديد ، بطريقة هي من أبشع الدسائس التي أحيكت على تراب المنطقة. و عُرض البطل محمد قرفة على محكمة الشعب و كانت محاكمته فيها الخصم و الحكم واحد. و أثناء جلسة محاكمته سئل عن أسباب تمرده قال : (لقد قمت بأعمال كبيرة ، و كافحت كفاحا شديدا ضدّ فرنسا في سنة 1952م و لو اعتقتلتني لقطعتني إربا إربا . لقد كنت أمكث بدون أكل مدة 12يوما ، و لا أسمح لنفسي بنهب إخواني التونسيين و أكتفي بأكل النبات .) و عن ظروف اعتقاله و ما لقيه من عذاب يقول: ( بقيت شهرا و 25يوما تحت الضّرب و العذاب ، و أنا موثوق بالحبال)، و أخيرا قلت لهم : (اكتبوا ما تريدون و أمام الله نتقابل). و حكم على محمد قرفة بالإعدام شنقا ، و لم تشفع له بطولاته و نضالاته ضد الإستعمار و هو القائل : ( لن أسلم سلاحي و بورقيبة يقبع في المنفى).
كما حوكم في نفس القضية كل من غرس الله المحضاوي و غرس الله بن عمار ب5سنوات مع الإسعاف بتأجيل التنفيذ، و سعد بن مبروك القومي بخمس سنوات أشغالا شاقة، و غيرهم من مناضلي الحوايا.
و تحدث الكاتب عن محاكمة الطاهر بن يحي المهداوي و من معه ، ولغرابة هذه المحاكمة و ما أحاط بها من حيثيات أفرد لها المؤلف كُتيبا على شاكلة قصة يروي فيها كيف أنّ هذا المناضل ولد في حياته ثلاث مرات،بأسلوب قصصي جذاب كان قد نشره.
و من المحاكمات التي عرفها مناضلو الحوايا محاكمة المناضل عبدالحميد بن عبدالله الزموري، الذي استوطن مدينة بنزرت منذ 1948م، و هو من الذين يغارون على اللغة العربية و الثقافة الإسلامية . فهو أول من بعث مكتبة و طنية لنشر الكتاب العربي ببنزرت سمّاها (مكتبة الشبان المسلمين)، و كان المناضل يبعث بالصحف للحبيب بورقيبة بمنفاه بجزيرة جالطة عن طريق بعض البحارة. و نظرا لهذه العلاقة بين بورقيبة و المناضل الزموري فأول خطاب ألقاه بساحة 18 جانفي 1952م ببنزرت كان ينقل لوسائل الإعلام عبر الهاتف الخاص بالمناضل عبدالحميد الزموري. و أثناء الخلاف اليوسفي البورقيبي لم يتحفظ الزموري عن إعلان ولاءه للأمانة العامة، رغم الصداقة التي تربطه ببورقيبة. و كان عبدالحميد الزموري على صداقة متينة بعبدالعزيز العكرمي أحد العناصر الرئيسية في قضية (لزهر الشرايطي)
و حوكم المناضل عبدالحميد الزموري بعشرين سنة أشغالا شاقة قضى منها سنوات بغار الملح و سجن الناظور ببنزرت و حين اشتد به المرض بالسجن نقل للتداوي بالسجن المدني بالعاصمة، وأفرج عليه لتعكر صحته بعد قضاء ما يقارب العشر سنوات .

المصادر التي اعتمدها الكاتب في إعداد مثل هذه المادة:

ـ الأباضية في موكب التاريخ : علي يحي معمر
ـ مداخلة أ. سعد غزال ـ ملتقى مصباح جربوع ـ مدنين1986
ـ دماء على الحدود ـ محمد المرزوقي
ـ محمد الدغباجي: محمد المرزوقي
ـ من الصعلكة الشريفة إلى البطولة الوطنية : أ.فتحي ليسير
ـ ثورة المرازيق: محمد و علي المرزوقي
ـ البلاد التونسية في فترة ما بعد الحرب ـ منشورات المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية
ـ الشهيد مصباح جربوع : أ. محمد المرزوقي
ـ تاريح تونس : أ. محمد الهادي الشريف
ـ الحركة اليوسفية بالجنوب التونسي: عروسية التركي نسخة مهداة للمعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية قبل الطبع.
ـ الحركة الوطنية التونسية : رؤية قومية جديدة :الطاهر عبدالله
ـ الدليل الثوري لتونس : ابراهيم طوبال
ـ الحبيب بورقيبة، سيرة زعيم : الطاهر بلخوجة
ـ صالح بن يوسف (حياة كفاح) ـ منصف الشابي
ـ نحن أمة : علي البلهوان
ـ حياتي ، أرائي، جهادي : الحبيب بورقيبة
ـ المقاومة المسلحة بجهة الأعراض: عروسية التركي ( مخطوطة)
ـ حقائق : بوادي دي لاتور
ـ مجموعة من الصحف بالعربية و الفرنسية( العمل ،لوفيغرو،الزهرة، الاهرام، الصباح، ابراس، النهضة، صدى الزيتونة، مجلة حقائق العدد799)
Fonds(Quai d orsay) Bobine 1O
Fonds(Shat) Bobine 391
Fonds(Shat) Bobine392